لقد نصر الإمام على الأعادي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقَدْ نُصِرَ الإمَامُ على الأعادي، | وأضَحَى المُلْكُ مَوْطُودَ العِمادِ |
وَعُرّفَتِ اللّيالي في شُجَاعٍ | وَتامِشَ، كَيفَ عاقبةُ الفَسادِ |
تَمَادَى مِنْهُمَا غَيٌّ، فَلَجّا، | وَقَدْ تُرْدي اللّجاجةُ والتّمادي |
وَضَلاّ في مُعَانَدَةِ المَوَالي، | فَمَا اغْتَبَطَا هُنَالِكَ بالعِنَادِ |
بدار في اقتطاع الفيء جم | وسعي في فساد الملك باد |
بهَضْمٍ للخِلاَفَةِ، وانْتِقَاضٍ، | وَظُلْمٍ للرّعِيّةِ، واضْطِهَادِ |
أمِيرَ المُؤمِنينَ! اسلَمْ، فقِدْماً | نَفَيْتَ الغَيَّ عَنّا بالرّشادِ |
تَدارَكَ عَدْلُكَ الدّنْيَا، فقَرّتْ | وَعَمَّ نَداكَ آفَاقَ البِلادِ |
ليهنك في إبنك العباس هدي | تبين من رشيد الأمر هاد |
أقمت به ولم تآل إختياراً | سبيل الحج فينا والجهاد |
تواليه القلوب وبايعته | بإخلاص النصيحة والوداد |
هو الملك الذي جمعت عليه | على قدر محبات العباد |
فسر به الأذاني والأقاصي | وأمله الموالي والمعادي |
شفيع المسلمين إليك فيما | تنيل من الصنائع والأيادي |
نزلت له عن الخمسين لما | تكلم في مقاسمة السواد |
وإني ارتجيك وأرتجيه | لديك لنائل بك مستفاد |
ابتعد حاجتي وإليك قصدي | بها وعلى عنايتك اعتمادي |
وأقرب ما يكون النجح يوماً | إذا شفع الوجيه إلى الجواد |
لعلي أن أشرف بإنصرافي | بطولك أو أبجل في بلادي |