ومهتزة الأعطاف نازحة العطف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَمُهْتَزّةِ الأعْطافِ نازِحَةِ العَطْفِ | مُنَعَّمَةِ الأطرَافِ، فاترَةِ الطَّرْفِ |
تَثَنّى على قَدٍّ غَرِيبٍ قَوَامُهُ، | وَتَضْحَكُ عَن مُستَعذَبٍ أفلجِ الرَّصْفِ |
إذا بَعُدَتْ أبْلَتْ وَإنْ قرُبتْ شَفَتْ، | فَهِجْرَانُهَا يُبْلي، وَلُقيانُهَا يَشفي |
بَذَلْتُ لهَا الوُصْلَّ الذي بَخُلَتْ بِهِ، | وَأصْفَيْتُها الوِدّ الذي لم تكُنْ تُصْفي |
وَأبْدَيْتُ وِجْداني بهَا وَصَبَابتي، | وَإنّ الذي أُبْدي لَدونَ الذي أُخفي |
دُنُوّاً فقد تَيّمتِ بالبُعدِ والنّوَى، | وَوَصْلاً فقَد عَنّيتِ بالصّدّوَ الصَّدفِ |
أما يَظْفرُ المَحرُومُ عندَكِ بالجَدا، | وَلا يَطمَعُ المظلومُ عندَكِ في النَّصْفِ |
لَعَمْرُ أميرِ المُؤمنينَ لَقَدْ كفَى | نَوَائِبَ دَهْرٍ، مِثْلُهُ مِثلَها يكفي |
غَدا وَهوَ كَهْفُ المُسلمينَ وَرِدْؤهم، | فأكرِمْ بهِ من رِدْءِ قَوْمٍ وَمن كَهْفِ |
كَرِيمِ السّجايا وَافرِ الجُودِ وَالنّدَى، | فلا ناقصُ النُّعمى وَلا جامدُ الكفّ |
يَحِنُّ إلى المَعْرُوفِ، حتى يُنيلَهُ، | كَما حَنّ إلْفٌ مُستَهامٌ إلى إلْفِ |
وَيَقْلَقُ حتى يُنجِزَ الوَعدَ مثلَ مَا | يُجافي الذي يَمِشِي على رَمَضِ الرَّضْفِ |
مَتى مَا أَصِفْ أَخلاَقكَ الغُرَّ تعترِضْ | غراَائبُ أَفعالٍ تَزيدُ على الوَصْفِ |
وَإمّا أَعِدْ نَفسِي علَيكَ، رَغيبَةً | من النَّيلِ، أصْبحْ في أمان من الخُلفِ |
وَما ألْفُ ألفٍ من جداكَ كَثيرَةٌ، | وَكَيفَ أخافُ الفَوْتَ عندكَ في ألفِ |