هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ | تصرّفها قدماً حماة ُ الحقائقِ ؟ |
وما أربى إلاّ لقاءُ عصابة ٍ | ذَوي مُهَجاتٍ ما حَلَوْنَ لذائقِ |
يسودُ فتاهمْ لم يُوَفَّ شبابُهُ | ويُدعَى إلى الجُلَّى ولمَّا يراهِقِ |
صفحتُ عن الأهواءِ إلاَّ ارتياحة ً | تَعارَضُ من قلبٍ إِلى المجد تائقِ |
أنقّبُ إلاَّ عن عضيهة ِ صاحبٍ | وأسأل إلاَّ عن خدور العواتقِ |
أَتُستَلَبُ الأيَّامُ لم يروِ غُلَّتي | دراكُ طعانٍ فى صدور الفيالقِ ؟ |
ولم ترَ خيلى شرّعاً فى كتيبة ٍ | تغيّبُ أشخاصَ الجبال الشّواهقِ |
ولو شئتُ والحاجاتُ منِّي قريبة ٌ | منعتُ بياضَ الشيبِ أخذَ مفارقي |
سقطتُ وراءَ الحزمِ إِنْ لم أَشُنَّه | على الجَوْرِ يوماً مُستطيرَ البوائقِ |
" مليئاً " بتشييد المعالى إذا مضى | أقامَ بِناهُ في بطونِ المهارِقِ |
تخوّفنى الخرقاءُ أوبة َ خائفٍ | " وما الحزمُ سلطاناً " على كلّ عائقِ |
لحَا اللَّهُ أحداثَ الزَّمان فإنَّها | ركائبُ لم تُسنَدْ إِلى حفظِ سائقِ |
رأيتُ اضطرابَ المرء والجدُّ عاثرٌ | كما اضطرب المخنوق فى حبل خانقِ |
وما نَقَصَ المقدور من حظِّ عاقلٍ | بقدر الذى أسناه من حظّ مائقِ |
خليلى َّ مالى لا أعافُ مجانباً | فأصرِمَه إِلا بهجو موافقِ |
ألا جنّبانى ما نبا بخلائقى | وحسبُكما ما كانَ وَفْقَ خلائقي |
ولا تَسألا عن خبرة ٍ باتَ علمُها | يصدّع ما بينى وبين الأصادقِ |
أرانى متى جرّبتُ ودَّ مواصلٍ | تقارب سعيى فى اتّباعِ مفارقِ |
يخالسنى هذا العلاءَ معاشرٌ | ولكنَّ قولاً يُهتدَى غيرُ صادقِ |
ولمّا بدا لي الكاشحون فصرَّحوا | تمنَّيتُ أيّامَ العدوِّ المنافقِ |
بنى عمّنا لا تبعثوها ذميمة ً | تقرّب صفوَ الكأس من كفّ ماذقِ |
أضنّاً بتأثيل المودّة ِ بيننا | وبَذْلاً لتقطيعِ القورى والعلائقِ |
وفينا على تلك الهناتِ وأعرضتْ | طرائقنا عن بعض تلك الطَّرائقِ |
وما بدلتْ منّا الولاية ُ شيمة ً | لناءٍ بعيدٍ أو قريبٍ ملاصقِ |
وقد كان فيما كان خِرقٌ لنافذٍ | وسومٌ لمستامٍ وقولٌ لناطقِ |
وهمٌّ كتكرارِ الملامِ شباتهُ | تغلغلُ فى قلبٍ قليل المرافقِ |
يطوّحنى فى كلّ عرضِ تنوفة ٍ | ويقذفُني من حالقٍ بعدَ حالقِ |
وبين وجيفِ اليعملاتِ ووخدها | بلوغٌ لباغٍ أو سلوٌّ لعاشقِ |
أما وأبى الفتيانِ ما التثتُ فيهمُ | وقد " جزعوا بالعيسِ " هولَ السّمالقِ |
ولمّا رفعناهُنَّ من جوِّ ثَهَمدٍ | يُعارضْنَ أصواتَ الحَصا بالشّقاشقِ |
بدأْنَ السُّرى واللَّيلُ لم يَقْنَ لونُهُ | وقد شحبتْ منه وجوه المشارقِ |
إِلى أنْ تَبدَّى الصُّبحُ يجلو سوادَه | فلم يبق منه غيرُ ثوبٍ شبارقِ |
ولولا ابنُ موسى ما اهتدين لطيّهِ | ولو وصلتْ أبصارها بالبوارقِ |
فَتى ً لا يُجِمُّ المالَ إِلاّ لمَغْرَمٍ | ولا يستعدُّ الزّادَ إلاّ لطارقِ |
تجاوزَ آمالَ العُفاة ِ وأشرفتْ | يداه على فيض الغيوث الدّوافق |
إذا همّ لم يسترجع الرّيثُ همّهُ | ولم تعترضْ حاجاته بالعوائقِ |
يحيطُ بأقطارِ الأمورِ إذا سَعى | وكم طالبٍ أعجازها غيرُ لاحقِ |
وما ضلّ وجهُ الرّأى عنه وإنّما | تقاضاه من وجه الظّنونِ الصّوادقِ |
وقد ساورته النّائباتُ فأقشعتْ | وما حَظِيَتْ إلاّ بنَهْلَة ِ شارقِ |
لك الفَعَلاتُ البيضُ ماغُضَّ فضلُها | بتالٍ ولم تُغلَبْ علها بسابقِ |
تفرَّدْتَ في إبداعِها، واتَّباعُها | يفوتُ إذا رامته طولُ الحزائقِ |
معالمُ تستعصي الثّناءَ وتَنْتمي | إلى شَرَفٍ فوقَ السِّماكين سامقِ |
ولمّا رأى الأعداءُ سِلْمَكَ مَغْنَماً | خرقتَ لَهمْ بالحربِ سُحْبَ الصَّواعقِ |
ضرابٌ كشقّ الثّاكلاتِ جيوبها | وطعنٌ كأفواه المزادِ الفواهقِ |
بكلّ فتًى يغشى الهياجَ وصدره | فسيحُ النَّواحي بينَ تلك المضائقِ |
فإنْ هربوا أهدوا عيوباً لعائبٍ | وإنْ أقدموا أهدَوْا رؤوساً لفالقِ |
يَهابُ الرَّدى مَن لم تُعِرْه صَرامة ً | وجأشاً على خوض الرّدى غير خافقِ |
ومازلتَ والحالاتُ شتى َّ بأهلها | هلالَ نديٍّ أو غمامة َ بارقِ |
أبى العيدُ إلاّ أن يعود صباحه | كما عادَ موموقٌ إلى قربِ وامقِ |
ولَلْيَومُ ما تَلْقَى المطايا مُشِيحة ً | تَقَلْقَلُ في أكوارِها والنَّمارقِ |
بركبٍ أراق السّير ماءَ وجوههمْ | ولوّحها تهجيرهمْ فى الودائقِ |
وماهوَ إلاَّ نازلٌ طلبَ القِرَى | فعقِّرْ له بالبِيضِ حُمْرَ الأيانقِ |