عنوان الفتوى : انصراف الخطّاب... السبب... والعلاج
السؤال
أنا فتاة عزباء، على قدر من الجمال والعلم والنسب والدين -الحمد لله- فمنذ خمس سنوات يتقدم الناس لخطبتي، ويعجبون بي، ويظهرون ذلك، ثم يذهبون ولا يعودون بدون أي سبب، فتوجهت لراقٍ شرعي، فقال هناك عين، ونفس وجن عاشق، هل هذا موجود حقًا علمًا بأنه لم يقل غير آيات السحر، والرقية الشرعية، ولم يتجاوز الحدود وأوصاني بالصلاة على وقتها، وذكر الأذكار، والاستماع إلى الرقية.
علما بأنني ملتزمة في صلاتي، وصلاة الفجر، والأذكار، وقراءة سورة البقرة شبه يوميًا من قبل الاستعانة بالراقي
أرجو تقديم لي النصيحة، وهل الاستعانة بالراقي حلال؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولاً أن تأخر الزواج، أو صدود الخطاب عن الفتاة لا يلزم أن تكون بسبب السحر أو نحوه.
قال الشيخ ابن باز يخاطب فتاة سائلة تشك أنها مسحورة لكونها لم تتزوج بعد: هذه أوهام لا ينبغي لك أن تعتقديها، هذه أوهام وليست سحراً، ولكنها الأوهام التي تخيف الناس، إذا تعطل شيء من شئونهم توهموا أشياء، فلا ينبغي لك أن تعتقدي هذا، نعم السحر موجود وله أسباب، لكن ليس تعطل الزواج أو تعطل بيع السلعة أو طول المرض يدل على السحر، بل قد يقع لأسباب أخرى. وإذا كنت قد شعرتي من أحد أنه فعل شيئًا أوجب لك ما يضرك تعالجه والحمد لله، العلاج موجود في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فأحسن علاج وأولى علاج القرآن الكريم تلاوة الآيات والنفث بها على المسحور، فإن هذا من أسباب الشفاء.... اهـ.
ومنه تعلمين أنه يمكن أن يكون السبب سحرًا أو عينا ونحو ذلك، وأنه إذا تيقن ذلك أو غلب على الظن وجوده فالعلاج في الدعاء والرقية الشرعية وتلاوة القرآن والذكر. فما أوصى به هذا الراقي أمر طيب. ورقية المسلم نفسه بنفسه أفضل ما أمكنه ذلك، فهو أرجى لأن يكون مخلصا في ذلك، فإن احتاج لراق فلا بأس بالاستعانة به، على أن يكون من أهل الصلاح والاستقامة، وعلى أن تراعي المرأة الستر وعدم الخلوة إن كان الراقي أجنبيا عنها.
نسأل الله تعالى لنا ولك السلامة والعافية من كل بلاء، ونسأله أن يرزقك زوجا صالحا تسعدين به.