أطاع عاذله في الحب إذ نصحا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أطَاعَ عَاذِلَهُ، في الحُبّ، إذْ نَصَحَا، | وَكَانَ نَشْوَانَ من سُكرِ الهَوَى فَصَحَا |
فَمَا يُهَيّجُهُ نَوْحُ الحَمَامِ، إذا | ناحَ الحَمامُ على الأغصَانِ أوْ صَدَحَا |
وَلا يقِيضُ على الأظْعَانِ عَبرَتُهُ، | إذا نأيْنَ، وَلَوْ جَاوَزْنَ مُطّلَحَا |
وَرُبّمَا اسْتَدْعَتِ الأطْلالُ عَبرَتَهُ، | وَشَاقَهُ البرْقُ من نَجدٍ، إذا لَمِحَا |
ما كانَ شَوْقِي بِبِدْعٍ يوْمَ ذاكَ وَلاَ | دَمْعي بأوّلِ دَمْعٍ في الهَوَى سَفَحَا |
وَلِمّةٍ كُنْتُ مَشْغُوفاً بِجِدّتِها، | فَمَا عَفَا الشّيبُ لي عَنها ولا صَفَحَا |
إذا نَسيتُ هَوَى لَيْلَى أشَادَ بهِ | طَيفٌ سَرَى في سَوَادِ اللّيلِ إذْ جَنَحَا |
دَنَا إليَّ عَلى بُعْدٍ، فأرَّقَنِي، | حَتَّى تَبَلَّجَ ضوء الصُّبْحِ فاتَّضَحَا |
عَجبتُ منهُ تَخَطّى القاعَ مِن إضَمٍ، | وَجَاوَزَ الرّملَ منْ خَبْتٍ وَمَا بَرِحَا |
ها إنّ سَعْيَ ذَوِي الآمالِ قد نَجَحَا، | وإنّ بَابَ النّدَى بالفَتْحِ قدْ فُتِحَا |
أغَرُّ يَحْسُنُ مِنْهُ الفِعْلُ مُبْتَدِئاً | نُعْمَى، وَيَحْسُنُ فيه القوْلُ مُمْتَدَحا |
رَدَّ المَكَارِمَ فِينَا، بَعدَ ما فُقِدَتْ، | وَقَرّبَ الجُودَ مِنّا، بَعدَ ما نَزَحَا |
لا يَكْفَهِرُّ، إذا انحازَ الوَقارُ بهِ، | وَلا تَطِيشُ نَوَاحِيهِ إذا مَزَحَا |
خَفّتْ إلى السّؤدَدِ المَجْفُوّ نَهْضَتُهُ، | وَلَوْ يُوَازِنُ رَضْوَى حِلْمُهُ رَجَحَا |
وَلَجّ في كَرَمٍ، لا يَبْتَغِي بَدَلاً | مِنهُ، وإنْ لاَمَ فيهِ عَاذِلٌ وَلَحَى |
يا أيّها المَلِكُ المُوفي بِغُرّتِهِ، | تَلألؤَ الشّمسِ لاحَتْ للعُيُونِ ضُحَى |
هَنَاكَ أنّ أعَزّ النّاسِ كُلّهِمِ | عَليكَ غادي الغَداةِ الرّاحَ مُصْطَبِحَا |
يَسُرُّهُ شُرْبُهَا طَوْراً، وَيُحْزِنُهُ | ألاّ تُنَازِعَهُ في شُرْبِهَا القَدَحَا |
قَدِ اعتَلَلْتُ، أوَانَ اعتَلّ، من شَفَقٍ | علَيهِ، فاصْلُحْ لَنَا بُرْءاً، كَما صَلُحَا |