أرشيف المقالات

البريد الأدبي

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
فتش عن الرجل .
.
نعم.
.
فتش عن الرجل.
.
فهو المسؤول الأول عن كل فرد من أفراد الأسرة التي ترعى شؤونها.
.
مسؤول عن زوجة وأبنائه وبناته.

بحكم ما خصه الله به من نفوذ، فجعله قواما على زوجة، ولياَ على أبنائه، وكيلاً عن بناته، راعياً لشؤون الأسرة، شأنه شأن القبطان الذي توكل إليه مهمة القيادة، فيتجنب مواطن الزلل والأخطاء، ليسير بالركب قدماً إلى شاطئ السلامة والاستقرار.
.
وهذا يتطلب منه - إلى جانب حسن القيادة - اليقظة الحذر، والتبصر بالعواقب، ليحيط رعيته بسياج منيع يحميها، ويقيها الأحداث. وإذا تهاون الرجل في القيام برسالته، فإن البيت لا يلبث أن يختل نظامه ويضطرب كيانه، وتهدده عوامل الشقاق التي تعصف به وتقوض صروحه!. فإذا رأينا زوجة ضلت الطريق السوي، فأعلم أن هناك رجلاً لم يعرف كيف يهديها سواء السبيل، ويوجهها الوجهة القويمة، أو أنه ترك لها الحبل على الغارب، فأفلت من يده الزمام! وإذا رأينا زوجة خرجت عن حدود الكرامة، وغشيت المجالس والأندية التي لا يليق بها أن تغشاها، تراقص الرجال وتحتسي الشراب، فأعلم أن هناك رجلاً مستهتراَ، أباح لها الخروج على هذه الصورة المزرية، وعلمها كيف تتناول الكأس.
.
وكيف تناوله!. وإذا رأينا فتى جرفه تيار الغواية، وصرفته شياطين الإنس عن مثل الكرامة، فأعلم أن هنالك أبا أغمض عينيه وغفل عن رعايته وتوجيهه، فانتهى به الأمر إلى هذا المصير المظلم. وإذا رأيت فتاة خدعتها المظاهر، وبهرتها الأضواء الزائفة، فأعلم أن هنالك أباً تهاون في الرقابة، فجنى على رعيته. وهذه المآسي الاجتماعية التي نشهدها بين وقت وآخر، والتي تثير في نفوسنا اللوعة والأسى لما تتمخض عنه من تشرد الأبناء وانفصام العرى وانهيار البيوت؛ لو درسنا العوامل التي أفضت إليها، لوجدنا أن للرجل الإصبع الأولى فيها، فهذه الطفولة المشردة التي نشكو آثارها البغيضة، إنما هي ثمرة من ثمار الرجولة المشردة، وهذه الأنوثة الت تودي بضحاياها إلى حياة الظلام إنما هي ثمرة الرجولة المشردة، لأن هذا الرجل الذي تصرفه عن بيته الشواغل، فلا يعود إلى بيته إلا في الهزيع الأخير من الليل لا يمكن أن يحقق رسالته كزوج ووالد؛ أنه يعود إلى البيت بعد أن يأوى الأبناء إلى فراشهم، وقد يغادر الأبناء البيت في الصباح المبكر قبل أن يراهم الأب، ويناقشهم في مختلف الشؤون التي يجب أن يحاسبهم عليها، فكيف ينتظم البيت وهو على هذه الحال من الفوضى والتفكك؟ فلتق اللًه هؤلاء الرجال في زوجاتهم، وفي أبنائهم، وفي بناتهم وليؤدوا رسالتهم على وجه الله، ويرضاه المجتمع عيسى متولي إلى القاضي الفاضل أستحلفك بالله ألا تنفذ ما أوعدت به نقد بني أمية بالحق فقد أفضوا إلى ما قدموا؛ وهذا الإمام الشعراني نراه يعقد فصلا في بيان وجوب الكف عما شجر بين الصحابة ووجود اعتقاد أنهم مأجورون بقوله: (وذلك لأنهم كلهم عدول باتفاق أهل السنة سواء من لابس الفتن ومن لم يلابسها، كفتنة عثمان ومعاوية ووقعة الجمل، وكل ذلك وجوباً لإحسان الظن بهم وحملاً لهم في ذلك على الاجتهاد، فإن تلك أمور مبناها عليه، وكل مجتهد مصيب، أو المصيب واحد والمخطئ معذور، بل مأجور، قال ابن الأنبا ري: وليس المراد بعد التهم ثبوت العصمة لهم واستحالة العصمة منهم، وإنما المراد قبول رواياتهم لنا أحكام ديننا من غير تكلف ببحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية، ولم يثبت لنا إلى وقتنا هذا شيء يقدح في عدالتهم ولله الحمد، فنحن على استصحاب ما كانوا عليه في زمن الرسول عليه السلام حتى يثبت خلافه، ولا التفات إلى ما يذكره بعض أهل السير، فإن ذلك لا يصح، وإ صح فله تأويل صحيح، وما أحسن قول عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: تلك دماء طهر الًه منها سيوفنا فلا تخضب بها ألسنتنا) هذا وقد زاد قدر الأستاذين الطنطاوي وشاكر وعات مكانتهما في القلوب ولنا أن نباهي بهما! شطانوف محمد منصور خضر

شارك الخبر

المرئيات-١