حيتْكَ بكرُ النظم غدوه
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حيتْكَ بكرُ النظم غدوه | تجلو الثنا شغفاً وصبوه |
بنواصع من لفظها | مثل الشموس بزغنَ ضحوه |
طربتْ لمدحكَ هيفُها | فثنتْ معاطفَ ذات نشوه |
جاءتكَ تشكرُ أنعما | سبقتْ إليها منك حلوه |
أو قرتها منناً أتتْ | منك ابتداءاً لأبدعوه |
عن حملها ضعفت وفيـ | ـها اُعطيتْ للسعي قوَّه |
فأتتْ تقاصرُ عن خُطاها | خطوة ً ثقلتْ فخطوه |
ودعتكْ يا من ليس يحنو | والدٌ أبداً حنّوه |
ماذا أقولً بمدح مَنْ | فيه كتابُ الله نوّه |
علمُ الهدى السامي الذي | لا تلحق العلماءُ شأوه |
ورثَ الأئمة كلّما | قد ورّثوا من غير صفوه |
فحوى جميعَ خصالهم | إلا الإمامة والنبوّه |
أمنازعيه رياسة ً | كلٌّ بها يبغي علوَّه |
من أين أنتم إنّما | إرثُ الأبوة للبنوّه |
بل مالكم في الاشتراكِ | مع ابن وحي الله حظوه |
حيث الإمامُ بكل عصرٍ | واحدٌ هو فيه قدره |
وإمامُنا مهديُّ هذا الـ | ـعصرِ نلجأ فيه نحوه |
هذا بقيَّة ُ جدَّهِ | هل فيكُم تجدون كفوه |
ورعٌ جميعُ فعاله | للهِ لا لهوى ً وشهوه |
لا مضمراً غشاً عليه | بزبرج التقوى مموّه |
لكن تمحَّض للإلهِ | تقى ً بكل ملاً وخلوه |
جارٍ على حالٍ بها | أضحى لأهل الدين أسوه |
فاشددْ يديك به فما | للدين أوثق منه عروه |
كم فكَّ من عانٍ وكم | قد راشَ محصوصاً بثروه |
وصعابِ أمرٍ أسلستْ | مذ راضَها من بعد نخزه |
فهو ابنُ قومٍ لا تحلُّ | لهم يدُ اللأواء حبوه |
وأبو أطايبَ لم تقمْ | عن مثلهم في الدهر نسوه |
قمرُ السماء أبوهمُ | شرفاً وهم والشهبُ اخوه |
ولِدوا ببيتٍ من بيو | ت الوحي أعلاهنَّ ذروه |
وتراضعوا لبنَ الإمـا | مة فيه من ثديِ النبوّه |
بيتٌ لأبكار المكا | رم كل يوم فيه جلوه |
هو كعبة ٌ والجودُ مشـ | ـعرُه ومروته المروّه |
نعْمَ المناخُ بيوم ضيـ | ـقة ِ فاقة ٍ وبليل شتوه |
فازرعْ رجاكَ به نجدْ | ه كحبَّة ٍ نبتتْ بربوه |
للجود فيه جعفرٌ | كرماً يعدُ البحرَ حسوه |
ويريكَ لينُ يديه رقـ | ـة غاديات السخب قسوه |
في كل يومٍ في حماه | لغارة الآمال غزوه |
تُسبى مواهبُه بها | ويُسرُّ إذ يؤخذْنَ عنوه |
كم فاحَ من أعطافه | أرجُ الفخار بدار ندوه |
ولكْم إلى شرفٍ جرى | وجرتْ بنو العلياء تلوه |
فهووَا وحلّقَ يركبُ الـ | شعري العبورَ إليه صهوه |
بشراكِ سائمة الرجاءِ | فلم ترى ما عشتِ جفوه |
قد جاء أكرمُ مَن به | أملُ العفاة أناخَ نضوه |
لقيتْ أخاها المكرماتُ | فلم تحفْ للبخل سطوه |
هو ذاك نعْمَ فتى السما | حة ِ والسجاجة والفتوّه |
ماءُ الحياة لذى الهوى | ولفلبِ ذي الشحناء جذوره |
ما إن سما لعليَ تودُّ | النيّراتُ بها علوّه |
إلا التقى معه أخوه | صالحٌ منها بذروه |
هذا المنوّهُ في المعالي | باسمه هذا المنوّه |
غيظُ الحسود إذا بدا | شرقُ الخصيم إذا تفوّه |
فيه سماتُ الفضل تشهدُ | أنه في الفضل قدوه |
تحكى شمائله شما | ئلَ من غدا في المجد صنوه |
روحُ الكمال محمدٌ | أكرمْ به للمجد صفوه |
هو والحسين من العلا | ءِ كلاهما عنقٌ وصهوه |
ريحاننا شرفٍ تضوّ | عَ منهما أرجُ النبوّه |
يا أخوة َ الشرف الرفيع | وبوركتْ تلك الاخوّه |
حيتكُمُ بدويَّة ٌ | هي عن سواكمْ ذاتُ نبوّه |
مخضتْ ثميلتها لكم | حلبَ الثناء صريحَ رغوه |
وسقتكم منها مكا | فئة ً على الإحسان صفوه |
وإذا اكتستْ حللُ القبو | ل فحقَ أنْ تختالَ زهوه |