كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ | وتُدفن رضوى ببطن اللحود |
كذا يُستباح حريمُ العُلى | وتهوى بدور الهدى في الصعيد |
بنفسيَ من لم يرثه ذووه | غير علاءٍ ومجدٍ مشيد |
وكُبَّت جفانُ القِرى بعده | ونيرانها رُميت بالخمود |
حلفَ الندى وشقيق السماح | ليومك هولٌ كيوم الورود |
سُقيت الحيا لست أنت الفقيد | ولكنَّ صبريَ عينُ الفقيد |
فلا قلتُ بعدك للعيش طب | ولا قلتُ بعدك للسحب جودي |
لقد دلَّ مجدُك هذا الطريفَ | على مجد قومك ذاك التليد |
بني هاشمٍ هم عقودٌ وأنـ | ـتَ واسطة ٌ بين تلك العقود |
ولو كان يُدفع ريبُ المنون | عن المرء في عُدَّة ٍ أو عديد |
لقامت تقيك الردى فتية ٌ | تُذمُّ إذا شُبّهت بالأُسود |
صِباحُ الوجوه وأسيافهم | من الموت تُطبع لا من حديد |
وتغدو المنايا بأرماحهم | شوارعَ ما بين حمرٍ وسود |
ولكنَّه لموتُ لا مانعٌ | لمن رام من سادة ٍ أو عبيد |
عزاءً أبا «صالحٍ» لا فجعتَ | من بعد هذا المصاب الكؤود |
فحلمُك أرسى من الراسيات | وليس شبيهٌ له في الوجود |
وجاراك في الفخر أهلُ السباق | ولكن سبقت لشأوٍ بعيد |
فأصبح شأنُهم في انحدارٍ | وشأنك عنهم غدا في صعود |
وما مرَّ يومٌ جديدٌ عليك | إلا ظهرت بفضلٍ جديد |
لئن ساءك الدهرُ في «جعفرٍ» | فإنَّ الإساءة َ شأنُ العبيد |