سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ | فكان بلا قبلٍ ويبقى بلا بعدِ |
خلقتَ كما شاءتْ نقيبتك التي | أتاها الندى كوني فكنت بلا ندّ |
وجئتَ إلى الدنيا كما اشتهت العلى | تعيد من المعروف أضعاف ما تبدي |
وتبسط أندى من أديم غمامة | بناناً يعلّمن الحيا كيف يستجدي |
وفي الناس مَنْ يغدو به مستميحهُ | كمستقطرٍ ماءً من الحجر الصلد |
فيا لابساً برد السيادة لا شذاً | من الفخر إلا وهو في ذلك البرد |
فبوركتَ من فردٍ حوى الدهر كله | ببرد علاً منه طوى الناس في برد |
زعيم النهى ما عطرت جيبها الصَبا | بأطيب نشراً من عبيرك والندّ |
يقولون في الدنيا بنتْ دارَك العلى | فقلتُ بل الدنيا بها بُنيت عندي |
كذبْنا فذا رضوانُ بشركَ مخبرٌ | يحدّث عنها أنها جنَّة ُ الخلد |
فمنكَ المزايا قد تقسَّمن فردَها | وأعجبُ شيءٍ قسمة الجوهر الفرد |
ألستَ من القوم الذين وليدهم | يرشح طفلاً للعلى وهو في المهد |
فما حضنوا إلا بحجر نقابة ٍ | ولا رضعوا يوماً سوى حلم الرشد |
فيا قمم الأعداء للإرض طأطئ | ويا عينهم عودي من الجفن في غمد |
نضا الله في كف النقابة سيفها | وقال احتكمْ ما شئت يا فاصل الحد |
وهاتيك أبصارَ العدى وقلوبها | فدونك ما تختاره من ذوي الحقد |
ومما يعيرُ الأرض فخراً على السما | ويبهي الحصا فيها على أنجم |
بيوتٌ بها قد أودع اللهُ منكم | أطائب ما استصفاه من عترة المجد |
لكم أذنَ الله العظيم برفعها | وأنتم مصابيحٌ بها الناس تستهدي |
لوجهك قد صلى بها المدح والثنا | لأنك فيها قبلة ُ الشكر والحمد |