حبستُ على اللهو قلباً طليقاحبستُ على اللهو قلباً طليقا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حبستُ على اللهو قلباً طليقاحبستُ على اللهو قلباً طليقا | وقمت أُحيّي الخيالَ الطرُوقا |
لدى روضة ٍ قد كساها الربيعُ | من النور والزَهر بُرداً رقيقا |
عليها الصَبا سحبت ذيلَها | وذرَّت من الطيبِ مسكا سحيقا |
تروقك إن مرَّ فيها النسيمُ | منها يلاعبُ غصناً وريقا |
كأَنَّ الغصون إذا الوِرق غنّت | على الأيك نشوانُ لن يستفيقا |
إذا اعتنقت طرباً خِلتهنَّ | شقيقاً يعانقُ شوقاً شقيقا |
عشيّة لهوٍ بِها الدهرُ جادَ | بها عادَ عيشي غضًّا أنيقا |
أمنتُ بها الدهرَ حتى كأبّي | أخذتُ على الدهرِ عهداً وثيقا |
سررتُ بها غير أنَّ الحبيب | فقدانُه ساءَ قلب المشوقا |
فكنت إذا قلبي اشتاقه | لأرشفَ فاهُ رشفت الرحيقا |
وأعتنقُ الغصنَ عن قدِّه | وألثمُ عن وجنتيه الشقيقا |
فما زلتَ أجني ثمار السرور | والنقى والعقيق بها والرصيقا |
إلى أن رأيت الصباحَ انتضى | على مفرق الليل عضباً ذليقا |
مضى الليلُ يدعو النجاءَ النجاءَ | والصبحُ يدعو اللحوقَ اللحوقا |
فقمتُ ولم أرَ ممّا رأيتُ | شيئاً، اكفكفُ دمعاً دفوقا |
وقد كنت أحسب طرفَ الزمانِ | من سكرة النوم بي لن يضيقا |
فيا لائمي إن ذكرتُ العقيقَ | ولولا الهوى ما ذكرتُ العقيقا |
تذكرتُ من كنت ألهو به | فصرت لكتم الهوى لن أُطيقا |
لئن بانَ جسمي عنه فقد | تخلَّف قلبي فيه وثيقا |
فليت غدت حالباتُ الربيع | حياها على غيره لن تُريقا |
فتسقي به مُرضِعات الربيع | رضيعَ الخمائل ماءً دفوقا |
ففي كلّ يومٍ بأطلاله | أحيِّ من الغيد وجهاً طليقا |
ومرهفة الخصر وسنى اللحاظِ | تغادرُ قلبَ المعنّى خفوقا |
إذا ما رشفت لمى ثغرِها | تَعافُ الصبوحَ له والغبوقا |
ترى البدرَ والغصنَ والظبيَ | والنقى والعقيقَ بها والرحيقا |
محيًّا وقدّاً وجيداً وعيناً | وردفاً ثقيلاً وثغواً وريقا |