أُبشّر فيك العُلى والشرف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُبشّر فيك العُلى والشرف | وأهدي إلى المجد أسنى التحف |
وأنظم فيك لجيد الفخارِ | لئالٍ تفوق لئالِ الصدف |
وأجلو عليك بنادي السرور | عروسَ الثنا بالتهاني تُزف |
أبا المصطفى أنتَ فخرُ الكرام | وأكرُم من بالفخار التَحف |
وأزكى البريّة فرعاً نماهُ | من دوحة المجد عيص الف |
لك الله أكملَ هذا السرورَ | بعزّ عليك لواه يرف |
ولا زلت في آلك الأكرمين | ترى ما يُقرّ عيونَ الشرف |
تروح على فرحٍ فيهم | وتغدو على فرح يؤتنف |
جلا اليومَ بشرك وجه الزمان | فماء الغضارة فيه يَشف |
نظمت بأيّامك الصالحات | شملَ المكارم حتى ائتلف |
وقمت بأثقال هذا الزمان | وعنها أجلّهم قد ضَعُف |
أقولُ لمن باتَ يُنضي الركاب | رويدك في السير لا تعتسف |
أمل عن بني الدهر أعناقَها | فقد لئموا يوم كانوا نُطف |
وبادر إلى ماجدٍ بيته | به للأكارم نعمَ الخلف |
ترى علّة المكث للضيف فيه | طيبَ القِرى فهو لا ينصرف |
إذا للإقامة فيه أتمّ | أجدَّ به نيّة َ فاعتكف |
وحيّ به من أبي المصطفى | ربيع العفاة ِ إذا الضرعُ جف |
أجل نظراً في مزايا عُلاه | وفي قومه خلفاً عن سلف |
تجد فيه كلَّ صفاتِ الكمال | وفيهنَّ عبد الكريم اتصف |
فتى ً وكفت كرماً كفُّه | فعلّمت الغيثَ حتّى وكف |
ترى للمكارم والأكرمين | في مصطفى المجد نشراً ولف |
إذا بسط الكفَّ يوم العطاءِ | طوى كلّمن نشرته الصحف |
وزاد على كلّ حيّ به | عُلاً عنه يَقصِرُ من قد وصف |
له حَلف الدهرُ أن لا يجيء | بمثل وقد برَّ فيما حلف |
وكيف يساجله الأكرمون | وكلّهم من نَداه اغترف |
ولو شاءَ جارى بصغرى بنان | أخيه من الأكرمين الأكف |
وأبدا من الحسن المكرمات | مزاياً جمعنَ حِسان الضرف |
هو الحسن الندبُ من في الكمال | أقرَّ الحسودُ له واعترف |
تَبارى الصَبا كرماً راحتاهُ | وأخلاقه الغرّ منها أشف |
بني المصطفى مَن يباهيكم | وأنتم نجومُ سماءِ الشرف |
حللتم من المجد أوساطَه | وغيركم منه حلَّ الطرف |
سبقتم إلى صهوات العُلا | فأعلى الورى خلفكم مُرتدف |
ثقالُ الحلومِ فلو توزنون | برضوى إذاً لرجحتم وخف |
يقرّ بعين الورى أن ترى | بيوتكم للعُلى مختلف |
وإنّ عليهنّ طيرُ السعود | بأجنحة اليمنِ زهواً ترف |
أُهنيكم بفتى ً ماجدٍ | حسان العُلى فيه تبدي الشغف |
غدا عرسه روضة ً للهنا | وزَهر السرور بها يقتطف |
به قد غفرنا ذنوبَ الزمانِ | وقلنا عفى الله عما سلف |
وبتنا على طربٍ نستطيب | أرقَّ النشيدِ بنادي الظرف |
نفضّ ختام رحيق السرور | ونرشف أعذب ما يُرتشف |
نعمّكم ونخصّ الجوادَ | فيا بورك الفرح المنتصف |
ليُهنَ بعرس هلالٍ له | ظلامُ الخطوبِ به ينكشف |
إذا ما ادعى البدرُ أن قد حكاه | فقل خلّ يا بدر هذا الصلف |
سباك محيّاه وهو الأغرّ | فغطّ بوجهك هذا الكلف |
وتحكيه عندي لو انّ الجواد | أبوك فذلك شمس الشرف |
جوادٌ جرى سابقاً للندى | وعن شأوهِ الدهر عجزاً وقف |
فيا أُسرة المجد لا زلتم | ببشرٍ من الدهر لا ينصرف |