يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا | ليست ضُباكِ اليوم تلك الضبا |
للضيم أصبحت وشالَت ضُحى ً | نعامة العز بذاك الأبا |
فلست بعد اليوم في حبوة | مثلُكِ بالأمس فحلّي الحُبا |
فعزمُك انصبَّ على جمرِه | دم الطلى منك إلى أن خبا |
ما بقيت فيكِ لمُستنهِض | بقيَّة ٌ للسيف تُدمي شَبا |
ما الذل كل الذل يوماً سوى | طرحكِ أثقال الوغى لُغّبا |
لا يُنبت العزَّ سوى مَربع | ليس به بَرق الضبا خُلَّبا |
ولم يطأ عرش العلا راضياً | مَن لم يطأ شوكَ القنا مغضبا |
حيَّ على الموتِ بني غالبٍ | أينَ الحفاظُ المرُّ أين الإبا |
قُومي فأمّا أن تُجيلي على | أشلاء حرب خيلك الشزبا |
أَو ترجعي بالموت محمولة ً | على العوالي أغلباً أغلبا |
ماأنت للعلياء أو تقبلي | بالقُبِّ تنزو بكِ نزو الدبى |
تقدمها من نقعها غبرة | تطبق المشرق والمغربا |
يا فِئَة َ لم تدرِ غير الوَغى | أُمَّاً ولا غير المواضِي أبا |
نومكِ تحت الضيم لا عن كرى ً | أسهر في الأجفان المر أين الأيا |
أتشرق الشمس ولا عينها | بالنقع تعمى قبل أن تغربا |
وهي لكم في السبي كم لاحظت | مصونة لم تبد قبل السبا |
كيف بنات الوحي أعداؤكم | تدخل بالخيلِ عَليها الخِبا |
ولم تَساقط قطعاً بيضكم | وسمرُكم لم تنتثر أكعُبا |
فدمعُها لو لم يكن مُحرقاً | عاد به وجه الثرى حشاً الهبا |
تنعى الألى سحب أياديهم | تستضحك العامَ إذا قطَّبا |
تنعاهم عطشى ولكن لهم | جَداولُ البيض حلت مشربا |
خُطَّت بأطرافِ العوالي لهم | مضاجعُ تسقى الدمَ الصيِّبا |
سل بهم أما تسل كربلا | غذ واجهوا فيها البلا المكربا |
دكوا رباها ثم قالوا: لها | وقد جثوا نحن مكان الربا |
يا بأبي بالطف أشلاؤُها | تنعى بَها ليلاً تسلُّ الوغى |
يا بأبي بالطف أوداجُها | للسيف أضحت مرتعاً مخصبا |
يا بأبي بالطف أحشاؤها | عادت لأطراف القنا ملعبا |