أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن | وسعدُها الطالعُ باليمن اقتَرن |
وأصبحَ الزمانُ وهو لابسٌ | نشوة َ زهوٍ ربَّحت عطفَ الزمن |
وروضة ُ الأفراحِ في الكرخ زهت | فكلُّ مغنى ً من مغانيها أغن |
وطائر البشرِ غدا مُغرِّداً | يبدي فنونَ سجعِه على فَنن |
يا سعدُ ما أبهجها مَسرَّة ً | بها أقامَ السعدُ والنحسُ ظَعن |
خصَّت زعيمَ آل بيتِ المصطفى | وعمَّت العالمَ من إنسٍ وجن |
سرَّهم سرورُه كأنّما | لديهم بشراهُ من أعلى المِنن |
لأنّه ـ دامَ علاهُ ـ في الوَرى | مُحبَّبٌ إذ كلُّ ما فيهِ حسَن |
محمدٌ ليسَ سواهُ صالحٌ | على كنوزِ المكرماتِ يُؤتمن |
لا تعدلنَّ عنه في قافية ٍ | وإن بها عَدلتَ عنه فَلِمَن |
تاللهِ لولاهُ لما بضاعة ٌ | من القوافي نَفقَت بذا الزمن |
يسني لها أثمانها مُستحيياً | ولو يميحُ نفسه معَ الثمن |
هذا الذي تضمَّنت أبراده | منه فتى ً أطهرَ من ماءِ المُزن |
هذا الذي تقوَّم المجدُ به | فشخصه والمجد روحٌ وبدن |
أين بنو العَلياءِ من محلِّه | يا بُعدَ ما بين الوهادِ والقُنن |
مولى ً غدا أمراه أحلى لذّة | حتى إلى عينِ العِدى من الوَسن |
قد لُقِّبت راحته أمِّ الندى | لآنَّ منها كان ميلادُ المنن |
ترتضعُ الآمالُ من أخلافِها | دَرَّ الندى الغزيرَ لا درَّ اللبن |
فليُهنه اليومَ خِتان نجله | فانّه أيمن مولودٍ خُتن |
قد وَلَدته كاملاً أمُّ العُلى | وفي زيادة ٍ ونقصٍ لم يشَن |
ثمَّ فلم يختنه إلاّ سنَّة ً | أدامهُ الله لإحياءِ السنن |
وليهنَ فيه عمُّه من لم تكن | بشأوهِ تَعلِق أمجاد الزمن |
ندبٌ يعدُّ الفخرَ ثوب مدحه | إن عدَّه سواه ثوباً من عَدن |
وليبتهج فيه الرضا شقيقهُ | مَن لا يشوبُ منَّه يوماً بمّن |
ومَن كساه الفضلُ أبهى حلّة ٍ | رحيضة الأردان من كلّ درَن |
وليزُه فيه مصطفى المجد الذي | بغير أبكار المعالي ما افتتن |
مباركُ الطلعة ما صبَّحهُ | ذو محنة ٍ إلاّ جلا عنها المحن |
وليسعد الهادي به من لم تحط | في وصف معناه دقيقاتُ الفِطن |
مصدَّقُ الظنون حيثُ لا ترى | لآملٍ يصدِّقُ المأمولُ ظن |
يا أيكة ً للفضل منها كم شدت | وِرقُ القوافى بالثنا على غُصن |
لا برحت بيوتُ عليائكمُ | وهي لكم وللمسرّات وطَن |
واليومَ لابتهاجِكم أبهجت الـ | ـدنيا وزال الكربُ عنها والحَزَن |
وعاد وجهُ الكرخ حين أرّخوا | ختانَ أزهاها محمدٍ حسن |