أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ | طواكم وعندي من شمائلكم نشرُ؟ |
سلامٌ على تلك المحاسن إنها | مضت فمضى في إثرها الزمن النضرُ |
لعمري لئن قد أقفر الجزعُ منكم | فربع الأسى من بعدكم طللٌ قفر |
أشاق إليكم كلما عنَّ بارقٌ | وآية ُ شوقي أنَّ دمعي له قطر |
ولا أنشق الأرواحَ إلا غلالة | لتبردَ أحشائي وهل يبرد الجمر؟ |
وكنت أعدُّ الهجرَ لا شيء فوقه | إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر |
فأصبحت لا أعلامُ سلع تشوقني | ولا يتصبّاني بها ما حوى خدر |
وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟ | وتلك حياة ٌ لا يُحبُّ لها عمر |
ولما تجاذبناكمُ أنا والردى | رجعت برغمي عنكم ويدى صفر |
وكم منكم من واضح الوجه ادرِجتْ | له صورة ٌ في البُرد لم يحكها البدر |
وكافورة ٍ للحسن أضحت بزعمهم | تعطَّر بالكافور وهي له عطر |
لي اللهُ بعد اليوم من لي بقربكم | وأبعدُ غادٍ من أتى دونه القبر |
قفوا زوِّدونا إنما هي ساعة ٌ | ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر |
رحلتم وقلبي شطرُه في ظعونكم | وللوجد باقٍ منه في أضلعي شطر |
وشيَّعتكم والدمع يومَ نواكم | غريقان فيه خلفكم أنا والصبر |
وأعهدُ خصراً يشتكي ثقلَ ردفه | فوارحمتا تحت الرشا لك يا خصر |
ولما وقفنا للفراق وقُرِّبت | حمولة ُ بينٍ لا يكلُّ لها ظهر |
ربطت بكفيَّ الضلوع على حشاً | تكاد خفوقاً أن يطيرَ بها الذعر |
كأنَّ نياط القلب شدّت حمولكم | به، وبكم عنّي مذ انفصل السفر |
فكم خلفكم لي أنة ٌ ما لوت بكم | على أنها قد لان شجواً لها الصخر |
سأبكيكم ما ناح في الوكر طائرٌ | فطائرُ قلبي بعدكم ما له وكر |