أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ | وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ |
وأعدتَ للأيام جدَّتها | فاليوم عمر الدهر مقتبل |
وأرى الممالك يا ابن بِجدتها | لكَ شكرُها كنداك متصل |
أوسعتها وفضلتها كرماً | عنه يضيق السهلُ والجبل |
وسبرتَ غور زمانها فغدا | لا جرحَ إلا وهو مندمل |
ما في الحياة لخالعٍ أملٌ | أنتَ الحمامُ وسيفك الأجل |
مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً | وشباكَ يقطع قبلَ ما يصل |
إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد | توجتهم بالفخر لو عقلوا |
وطأتْ لك الدنيا بأخمصها | هممٌ بساطُ نعالها القلل |
ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد | أمنت بك الأقطار والسبل |
فالأرض حيث تجوسها بلدٌ | والناس حيث تسوسها رجل |
وإذا الصواهل أرعدتْ وعلى | برق الصوارم أمطر الأسلُ |
وعلتْ رياح الموت خافقة ً | بأجش قسطه لها زجل |
خضتَ السيوفَ وكلُها لجِجٌ | تحت الرماح وكلُها ظلل |
وجنيتَ عزَّ الملك محتكماً | من حيث تنبت في الكلى الذُبل |
ولديكَ آراءٌ مثقفة ٌ | ما مسها كمثقفٍ خطل |
فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ | منهم لحيث السمرُ لا تصل |
وعزائمٌ كالشهب ثاقبة ٌ | في كل ناحية ٍ لها شعل |
قلْ للقبائل لا نعدُّكم | جمعَ القبائل كلها رجل |
أسدٌ قلوبُ عداه من فرقِ | ذهلٌ ونابلُ فكره ثعل |
فاطرحْ أحاديثَ الكرم له | فيه لكلِ منهم مثل |
واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد | أغنتكَ عنها هذه الجمل |
يا ابن الوزارة أنت أوحدُها | لا راعها بفراقك الثكل |
ومَن ادّعى للعين ليس سوى | انسانها ابنٌ تشهدُ المقل |
فأقم وبدرُك كاملٌ أبداً | والبدر منتقصٌ ومكتمل |
في دولة ٍ صلحتْ وزارتها | لكَ فهي تحسدُها بك الدول |