لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح | حذار حسامٍ صاغه الله للفتحِ |
وأجرى فرنداً فيه من جوهر العلى | غدا يخطف الأبصار باللمع واللمح |
فكم شقَّ فجراً من دجى ليل حادثٍ | وأضحك للأيام من أوجهٍ طلح |
لو الدولة الغراءُ يوماً تفاخرتْ | مع الشمس قالت أين صبحك من صبحي |
فتى ً في صريح المجد ينمي لمعشر | بيوتهم في المجد سامية الصرح |
فتى ً ولدتْ منه النجابة حازماً | بعيدَ مجالِ يرفد الملكَ بالنصح |
أغرُّ لسيماء العلى في جبينه | سنى ً في حشا الحساد يذكي جوى البرح |
له طلعة ٌ غرّاء دائمة السنا | هي الشمس لو تمسى هي البدر لو يضحى |
هو البحر، بل لا يشبه البحرُ جودَه | وهل يستوي العذب الفرات مع الملح |
يزوّج آمال العفاة بجوده | ويقرنه في الحال في مولد النجح |
ويبسط كفاً رطبة من سماحة ٍ | إذا قبض اليبسُ الأكفَّ من الشح |
أرى المدح في الأشراف أفضل زينة ٍ | ولكنه في فضله شرف المدح |
هو السيفُ، بل لا يفعل السيف فعله | بقومٍ على الأضغان مطويّة الكشح |
فقاتلُ أهل الضغن بالبطش لم يكن | كقاتل أهل الضغن بالبطش والصفح |
هو الرمحُ سلْ عنه فؤادَ حسوده | بما بات يلقى من شبا ذلك الرمح |
تجدْه كليماً وهو أعدل شاهدٍ | فيا شاهداً أضحى يعدَّلُ بالجرح |
إليكَ ابن أمِّ المجد عذراء تجتلى | كأنَّ محيّا وجهها فلق الصبح |
بها أرجٌ من طيب ذكرك نشره | يعطّر أنفاس الصبا لك بالنفح |
تودُّ بناتُ النظم أنْ لو حكينَها | ويا بعدَ ما بين الملاحة والقبح |
لقد فاز فيها قدُحك اليوم مثلما | غدت وهي فيك اليوم فائزة القدح |
فليس لها كفٌّ سواك ولم يكن | يليق سواها فيك من خرَّد المدح |