إيماضُ برقٍ أَم ثغورِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إيماضُ برقٍ أَم ثغورِ | في ضمنها نُطَفُ الخمورِ |
حلبُ الغمامِ رضابُها | وحديثُها حلبُ العصيرِ |
لما نشرن لنا حديثَ | الوصلِ كالروض النضيرِ |
ساقطن عن بَرَدٍ تنظّم | رائقَ الدر النثيرِ |
سقياً لليلة لهونا | في ذلك الرشإِ الغريرِ |
والكاسُ دائرة ٌ عليَّ | تعينها عينُ المديرِ |
فمفاصلي وجفونه الـ | ـوسنا سواءٌ في الفتورِ |
نشوات سكرٍ أَمكنتني | من محالات الأُمورِ |
لو يعتفيني عندها | ربُّ الشويهة والبعيرِ |
لَوَهبتُ من طربي له | ربَ الخورنق والسديرِ |
الآن دع يا سعد قا | صرة َ الغواني للقصورِ |
وانهض لبشرى طبّق | الدنيا بها صوتُ البشيرِ |
بشفاء من عبرت معا | ليه على الشعرى العبورِ |
كم عين داعٍ إذ شكى | شخصت إلى الملك القديرِ |
واستوهبته شفاءَ بدر | المجد وهاب البدورِ |
فأجاب دعوتَها وقال: | رجعتِ في جفنٍ قريرِ |
فبهِ لك البشرى وفي | أعداه داعية الثبورِ |
أقسمتُ ما لكفاية الأ | حرار فادحة الأُمورِ |
إلاّ محّمد صالحٌ | ولنعم جارُ المستجيرِ |
مولى ً غدت بشفائه الأ | يامُ باسمة َ الثغورِ |
عَبِقٌ بعطفيه عبيرُ الـ | ـمجدِ لا عَبَقُ العبيرِ |
نظر الزمانُ بأعين | أبداً إلى علياه صورِ |
عدد النجوم جفانُه | والراسيات من القدورِ |
تقف المكارمُ عنده | وتسير حيث يقول سيري |
فإذا نظرت إلى الزمان | بعين منتقدٍ بصيرٍ |
لم تلقه إلاّ صحيفة | مأثراتِ بني الدهورِ |
وسوى مآثره الجميلة | ليس فيها من سطورِ |
تغنيه أوَّل نظرة ٍ | في الرأي عن نظر المشيرِ |
ويرى بعين وروده | في الأمر عاقبة َ الصدورِ |
تغذو حلوبة ُ جودِه | العافينَ بالدَّرِ الغزيرِ |
يتشطّرون ضروعَها | لا بالثلوث ولا الشطورِ |
زرعوا رجاءَهم بجا | نب جودِه العذب النميرِ |
فنما ورفَّ عليه مثلُ | النبت رفَّ على الغديرِ |
لولا نظارة ولده | لحلفت عزَّ عن النظيرِ |
إذ من بهاه بهاؤهم | وكذا الشعاع من المنيرِ |
أو ما ترى للبدر ما | للشمس من شرفٍ ونورِ |
خير الكِرام وفيهم | ما شئتَ من كرمٍ وخير |
تروي قديمَ المجد | تسنده صغيراً عن كبيرِ |
يا مَعشراً لولاهم | أضحى السماحُ بلا عشيرِ |
قرَّت عيونكم بصحّة | صفوة الشرف الخطيرِ |
وهناكم المنشور من | هذا السرور إلى النشورِ |