أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي | ذهب الزمان بعَّدتي وعديدي |
نشبت سهام النائبات بمقتلي | فلحفظ ماذا أتقي عن جيدي |
ماذا الذي يا دهرُ توعدني به | أو بعدُ عندكَ موضعٌ لمزيد |
طرقتني الدنيا بأي ملمة ٍ | ذهبت عليَّ بطارفي وتليدي |
ما خلت رحب الصبر ـ حتى فاجأت ـ | عنّى يضيقُ وفيه رحب البيد |
الآن أصبح للنوائب جانبي | غرضاً وشملُ قوايَ للتبديد |
طلعت على َّ الحادثات ثنيَّة | لا يُهتدى لرتاجها المسدود |
وإلى َّ قد طلعت ذرى ً من شاهقٍ | لا ترتقي هضباته بصعود |
فنزعن من كفيَّ قائمَ أبيضٍ | أعددته للقا الخطوب السود |
قد ملتُ نحو الصبر حين فقدته | فإذا المصابُ بصبرى َ المفقود |
أفهل أذودُ الحادثات بكفيَّ الجذاء أم بحسامى َ المغمود؟ | ـجذاء أم بحساميَ المغمود؟ |
عجباً أمنتُ الدهرَ وهو مخاتلى | ورقدتُ والأيامُ غير رقود |
وأنا الفداء لمن نشأتُ بظلِّه | والدهرُ يرمقني بعين حسود |
لم أدرِ ما لفحُ الخطوب بحرّها | وهواجرُ الأيام ذات وقود |
ما زلتُ وهو على َّ أحنى من أبي | بألذِّ عيشٍ في حماه رغيد |
حتى رماني في صبيحة نعيه | أرسى بداهية ٍ عليَّ كؤود |
ففقدتهُ فقدَ النواظر ضوءها | وعجبتُ عجّة مثقلٍ مجهود |
ما لي وللأيام قوض صرفُها | عنّي عمادَ رواقي الممدود |
عثرتْ فجاوزت الإقالة عثرة ٌ | وطئت بها أنفى وأنفَ الجود |
ومضتْ بنخوة هاشمٍ وإبائها | فطوتهما والصبرَ في ملحود |
حملت بكاهلها الأجبّ لفقده | ثقلَ المصاب وركنها المهدود |
وشككت مذ تحت الضلوع قلوبُها | رجفت صبيحة َ يومها المشهود |
أبه نعى الناعي لها عمرو العُلى | أم شيبة الحمد انطوى بصعيد |
فكأنما أضلاعُ هاشم لم يكن | أبداً لها عهدٌ بقلب جليد |
ما زال يوعدها الزمان بنكبة ٍ | صمّاءَ تأخذ من قوى الجلود |
حتى أطلَّ بوثبة ٍ فتبيَّنت | ذاك الوعيدَ بيومها الموعود |
لم تقضِ ثكل عميدها بمحرمٍ | إلا وأردفها بثكل عميدِ |
يبكى عليه الدينُ بالعين التي | بكت الحسينَ أباه خيرَ شهيد |
إن يختلط رزءاهما فكلاهما | قصما قرَا الإيمان والتوحيد |
وأرى القريض وإن ملكتُ زمامه | وجريتُ في أمدٍ إليه بعيد |
لم ترضَ عنه غيرَ ما قدَّرته | في مدح جدّك طاهراً في الجيد |
أمنت حشاشتُك الروائعَ لا تخف | جورَ الزمان على َّ بالتنكيد |