عرَّفت ناسكة ً ذاتُ اللمى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
عرَّفت ناسكة ً ذاتُ اللمى | فرنت فاتكة ً في أضلعي |
ولكم بالهدب راشت أسهما | فرمت شاكلِتي صبري معي |
أنشقتني يومَ جمع عَرفَها | وعلى الخفيفِ حَمتني رشفَها |
كحلَ الحسنُ لسحرٍ طرفَها | ما رنت للصبِّ إلاّ أقسما |
ما كذا ترنو ضباءُ الأجرعِ | والغواني تَدّعي السحرَ وما |
هو إلاّ تحت ذاك البُرقعُ | |
غادة ٌ أَقتَلُها لي كلُّها | مثلَ ما أحي لقلبي وصلُها |
ذاتُ غنجٍ قد سباني دلُّها | طرقت وهناً فقالت أجرما |
إذ رأتني بائتاً في الهجَّعِ | ونعم يا ريمُ طرفي هوَّما |
طمعاً منك بطيفٍ مُمتعِ | |
دُمية ٌ نشرٌ الخزامى نشرُها | بفُتاتِ المسكِ يزري شعرُها |
كم ليالٍ هي عندي بدرُها | قابلت فيهنَّ مرآة َ السما |
بمحيّاها فقيل انطبعي | هي والظبية ُ من وادٍ كما |
هي والبدرُ معاً من مَطلعِ | |
كلَّما ورَّد خديها الخجل | قطفت ذيّالك الوردَ المُقل |
لا تسل عنيّ وعنها لا تسل | وقفت فاستوقفتني مسقما |
وأفاضت فأفاضت أدمعي | عجباً راقبتُ فيها الحَرَما |
واستحلّت صيدَ قلبي الموجعِ | |
كم قضت في سعيها من منسك | ما أضاعت فيه إلاّ نُسُكي |
فلقد عدتُ بقلبٍ مُشركِ | في الهوى يعبدُ منها صنما |
فهو في اللاّهين لا في الركّع | ظلّة يقرأ ـ قُل مَن حرَّما |
زينة َ اللهِ- ولمَّا يقلعِ | |
لست أنسى بالمصلَّى موقفا | فيه يُرجى العفو عمَّا سَلفا |
فبدت أحلا الغواني مَرشفا | تجرح النسكَ بلحظٍ إن رمى |
سهمَه قَرطَسَ قلبَ الورع | وانثنت تطعنُ بالحجِ بما |
قد حوى لينَ الرماحِ الشُّرَّع | |
يا سقى اللهُ ضحيّاتِ النقى | وكَساها الررضُ وشياً مونقا |
كم أرت عينيَ وجهاً مُشرقاً | وجلت لي من فتاة ٍ مبسما |
عن شتيتٍ واضحٍ ملتمع | فدعى دمعي ولكن رخمّا |
فأجابت بعقيقٍ أدمعي | |
عجبت حين بدت في تربها | ورأتني بين صرعى حبِّها |
ثمَّ قالت للّتي في جنبِها | هل وصلنَ الغيدُ قبلي مغرما |
وسوى الشيبِ له لم يشفعِ | سُنَّة ٌ ما عَمِلت فيها الدُمى |
وهي في دين الهوى لم تُشرَعِ | |
لا ومن أودع في خصري النُحول | ورمى نرجِسَ جفني بالذبول |
لستُ أُحيي أشيباً واسمي قَتول | للذي ماءُ الصبا فيه نما |
غصنه من ناشىء أو يَفِعِ | كلَّما استقطرتُ منه اللَّمما |
قطّرت ماءً فبلَّت موضعي | |
قلتُ يا سالبتى طيبَ الوَسن | ما لمن تُصبي المُعنَّى والسُنن |
فصلي الصبَّ الذي فيكِ افتتن | واجعلي وصلَك في هذا الحمى |
بدعة ً جاءت كبعض البِدعِ | وأَلّمي كخيالٍ سَلّما |
هوَّم الركبُ فحياّ مضجِعي | |
مَن رأى خدّيكِ قال العجبُ | كيفَ في الماءِ يشعُّ اللَهبُ |
والتي طاب أبوها العنبُ | بالذي أودعها منكِ الفما |
وبهِ حلّت بحلا موضعِ | ما الذي مَن يرتشفه أَثِما |
هي أم فوكِ فزيدي ولعي | |
وحديثٌ تتهاداه الربى | طاب نشراً بين أنفاسِ الصَبا |
عن بشيرٍ جاء يطوي السبسبا | تأرجُ البشرى عبيراً أَينما |
حلَّ في الأربُعِ بعد الأربع | شعب شملَ العُلى فالتأما |
ودعت قلبَ الحسود: انصدع | |
فأدر يا صاحبي كأَسَ الطرب | واطرّح في كأَسِها بنتَ العنب |
قُم فشاركني بما سرَّ الحسب | بَشِّرِ المجدَ وَهنَّ الكَرما |
وعلى هذا إلهنا باكِرْ معي | قد تجلَّى كلُّ أُفقٍ أَظلما |
بسنا هذي البدورِ الطلّع | |
زُهرُ مجدٍ زَهَر المجدُ بهم | لا خلت أفلاكُه من شُهبِهم |
كلّما خفَّ الهوى في صَبِّهم | وعلى المسرى إليهم عَزَما |
ثَقُلت نهضتُه في المربع | في أمور طاريات كلّما |
همَّ ينحو قصدَهم قُلنَ ارجعِ | |
لكَ يا عبدَ الكريمِ الفَرحُ | وُلحسادّكَ ذاك الترح |
وَصَفت لابن أخيكَ المنحُ | مصطفى المجدِ بأزكى من نما |
شرفٌ سامٍ لمجدٍ أرفع | كبدورِ التمِّ تنضو اللثُما |
عن ثغورٍ كالبروقِ اللُّمعِ | |
قَرَّ طرفُ الفخرِ منها بالحسن | ذاك من قرَّت به عينُ الزمن |
شخصُه والدهرُ روحٌ وبدن | فحياة ُ الدهرِ لمّا قَدِما |
رجعت للناس أحلا مَرجعِ | ما براه الله إلاّ عيلما |
لبني الآمالِ عذبَ المَشرعِ | |
ردَّ في صدرِ المعالي قلبَها | ولأفلاكِ المساعي قُطبَها |
والقوافي سبَّحته ربَّها | وأتت تهدي إليه أنجما |
ما حواها فلكٌ في مَطلعِ | دُرَراً وهي تُسمى كَلِما |
مثلُها ما أنشدت في مجمعِ | |
شهدت للمجدِ أبهى محفل | فادّعت فخراً وقالت: هو لي |
أيّها القالة ُ مثلي فَصلّي | من فريدِ المدح ما قد نُظِما |
ثمَّ يا صاغة ُ مثلي رصّعي | أو فكفّي وأريحي القلّما |
وبياضَ الطرسِ للطرس دعي | |
هذه الأفناءُ أفناءُ الشرف | مُنتدى الآدابِ فيها والظرف |
لم يزل للمدح فيها معتكَف | مَن يَرد يهدي إلى هذي السما |
يلتقط من هذه الزهرِ معي | ما وعاها الدهرُ إلاّ مغرما |
قال أحسنتَ فقرّط مسمعي | |
دار مجدٍ مصطفى الفخرِ بها | كأَبيه حلمُه من هُضبِها |
فالورى في شرقِها أو غربِها | كلُّها تلحظُ منه عَلَمَا |
شامخاً هضبته لم تطلعِ | خيرُها مجداً وأعلى منتما |
في العُلى من كلّ ندبٍ أروعِ | |
طاوَلَ الأمجادَ حتى ابتدرا | غاية ً جازَ إليها القمرا |
وغدا جُوداً يُمير البشرا | بيدٍ أخجلَ فيها الدِيما |
قائلاً: يا أيّها السحب اقلعي | ما أتاه الوفدَ إلاّ كرما |
حلَّ منه في الجناب الممرعِ | |
يا عرانينَ المعالي والشرف | لكُم أهديتُها أسنى التحف |
ولكم تُجلى عروساً وتُزف | فلها البشرُ بكم زهواً كما |
لكم البشرُ بها في المجمعِ | والبسوا الأفراح ثوباً مُعلَما |
عنكم طولَ المدى لم يُنزعِ |