وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وراءكِ اليوم عن لهوى وعن طرَبى | فإن قلبي أمسى كعبة َ النوبِ |
لا تطمعي في وصالى إنَّ لي كبداً | تهوى وصال العلى لا الخُرَّد العرُب |
أبعدَ حفظى لأسباب العلى زمناً | أضيعها لك بين اللهو واللعب |
ما بتُّ مستمطراً من مقلتي جزعاً | نوء المدامع بين النؤى والطنب |
قدحُ الأسى البرق والرعد الحنين وأنـ | ـفاسي الجنوبُ ودمعي ديمة ُ |
ولا صبا أبداً قلبي لغانية ٍ | إذ ليس في حُسنها شغلي ولا أربي |
في السُمر لا السُمر معقودٌ هوايَ وللـ | ـبيض الظُبا ليس للبيض الظِبا طَربى |
وما عشقتُ سوى بكر العلى أبداً | ولستُ أخطبها إلا بذي شُطَب |
وطالما صرفُ هذا الدهر قلَّبني | فلم يكن لسوى العلياء منقلبى |
ما ضرَّني بين قومٍ خفضَ منزلتي | ومنزلي فوق هام السبعة الشُهب |
وحسب نفسي وإن أصبحت ذا عُدُمٍ | من ثروة ٍ أنني مُثرٍ من الأدب |
ولست آسى على عُمرٍ أطايبه | أنفقتها في ابتغاء المجد في الكَرب |
يأسى على العمر من باتت تقلّبهُ | في مطرح الذل كفُّ الخوف والرهب |
لم يسرق الدهرُ لي فضلاً ولا شرفاً | وما ادَّعائي العلى والمجد بالكذب |
وإنها لمساعٍ لا نظير لها | ورثتها عن أبِ من هاشم فأب |
من معشرٍ عقدوا قِدماً مآزرهم | على العفاف وكانوا أنجب العَرب |
والأرض لم تبقَ منها بقعة ً أبداً | إلا سقوها برقراق الدم السرب |