لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ | وبعد الجفا فيه يُراجعُ بالودِ |
فنحن على ما كان من عهد حبّه | أقمنا ولم نعزمْ رحيلاً عن العهد |
وكم ليلة ليلاء فيه سهرتها | وقد ملَّ طرق النجم فيها من السهد |
يبيت خلياً قلبهُ من صبابة ِ | ولم يدر من برح الصبابة ما عدي |
وكنّا إذا شطَّتْ بنا الدار أو دنتْ | صفيين لم نكدرْ على القرب والبعد |
وإني لتصيبني على النأي والجفا | إليه سجايا منه أحلى من اشهد |
خليليَّ عندي اليوم لو تعلمانه | عجيبُ غرامِ فاسمعا منه ما أبدي |
ألم يزعموا أن القلوب لأهلها | شواهدُ منهم بالقطيعة والوّد |
فما بالُ قلبي محكماً عقدة الهوى | لمن حلَّ من حبل الهوى محكم العقد؟ |
وهل أنا وحدي يا خليليَّ هكذا | وجدت به أم هكذا كل ذي وجد؟ |
وبالفرد من أعلام نجدٍ سقى الحيا | عهودَ حمى ذيالك العلم الفرد |
منازل يستوقفن كلَّ أخي هوى ً | ويحبسن أيدي الواخدات عن الوخد |
لنا طلعتْ في غربها الشمس آية | فقلتَ لنا البشرى بها ظهر المهدي |
أتى الخلفُ ابن المجتبي الحسن الذي | غدا قائماً بالحق يهدي إلى الرشد |
إمامُ هدى ً نور النبوة زاهرٌ | بطلعة بدرٍ وهي كاملة السعد |
ومن عطفه نشرُ الإمامة فائحٌ | له أرجٌ يغنيك عن أرج النّد |
به حفظ الباري شريعة جدّه | وشيّد من أركانها كلَ منهّد |
فقام بمبيَّضٍ من الرشد هادياً | إلى الحق في داجٍ من الغيّ مسود |
بقية ُ أهل العلم والحلم والحجى | وأهل التقى والبرّ والنسك والزهد |
ولولا احترامي باقر العلم قلتُ ما | له من ذوي العلم الأفاضل من ندّ |
فتى ً حببتْه في النفوس شمائلٌ | شذاهنَّ أذكى من شذا الشيح والرند |
وطبعٌ كطبع الروض رقَّ هواؤه | بأسرار ريّاه تذيع صَبا نجد |
وخلقٌ به لو يمزج الماءَ شاربٌ | لما شكَ فيه أنه الكوثر الخلدى |
معيدٌ لما أبدأه في الجود لا كمن | إذا جاء لا يغدو معيداً لما يبدي |