قم ناشد الأسلام عن مصابه
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قم ناشد الأسلام عن مصابه | أصيب بالنبي أم كتابه |
أم أنَّ ركب الموت عنه قد سرى | بالروح محمولا على ركابه |
بلى قضى نفسُ النبيّ المرتضى | وأجدرج الليلة في أثوابه |
مضى على اهتضامه بغضة | غص بها الدهر مدى أحقابه |
عاش غريباً بينها وقد قضى | بسيف أشقاها على اعترابه |
لقد أراقوا ليلة القدر دماً | دماؤها انصببن بانصبابه |
تنزل الروح فوافى روحه | صاعدة شوقاً إلى ثوابه |
فضج والاملاك فيها ضجة | منها اقشعر الكون في إهابه |
وانقلب السلامُ للفجر بها | للحشر إعوالاً على مُصابه |
الله نفس أحمد من قد غدا | من نفص كل مؤمن "أولى به" |
غدره ابن ملجم ووجهه | مُخضَّبٌ بالدم في محرابه |
وجه لوجه الله كم عفرت | في مسجد كان "أبا ترابه" |
فاغبر وجه الدين لا صفراره | وخُضّب الإيمانُ لاختضابه |
ويزعمُون حيثُ طلّوا دمهُ | في صومهم قد زيد في ثوابه |
والصوم يدعو كل عام صارخاً | قد نضحوا دَمي على ثيابه |
إطاعة ٌ قتلُهم مَن لم يكن | تُقبلُ طاعاتُ الورى إلاّ به |
قتلتُم الصلاة في محرابها | ياقاتليه وهو في محرابه |
وشق رأس العدل سيف جوركم | مذشق منه الرأس في ذبابه |
فليبك "جبريل" له ولينتحب | في الملأ الأعلى على مصابه |
نعم بكى والعيثُ من بُكائه | ينحب والرعد من انتحابه |
منتدباً في صرخة ٍ وإنّما | يستصرخُ «المهديّ» في انتدابه |
ياأيها المجوب عن شيعته | وكاشف الغُمّى على احتجابه |
كم تغمد السيف لقد تقطّعت | رقابُ أهلِ الحق في ارتقابه |
فانهض لها فليس إلاك لها | قد سئم الصابرُ جرع صابه |
واطلب اباك المرتضى ممن غدا | مُنقلباً عنهُ على أَعقابه |
وقل ولكن بلسان مرهف | واجعل دماء القوم في جوابه: |
يا عصبة الالحاد أين من قضى | مُحتسباً وكنتِ في احتسابه |
أين أميرُ المؤمنين أوما | عن قتله اكتفيت في اغتصابِه |
لله كم جُرعة غيظٍ ساغها | بعد نبيّ الله من أَصحابه |
وهي على العالم لو توزعت | أشرقت العالم في شرابه |
فانع إلى أحمد ثقل أحمد | وقُل له يا خير مَن يُدعى به |
إنَّ الأُلى على النفاقِ مَرَدوا | قد كشفوا بَعدك عن نِقابِه |
وصيروا سرح الهدى فريسة | للغيِّ بين الطلسِ من ذِيابه |
وغادروا حقَّ أخيك مُضغة ً | يلوكها الباطلُ في أنيابِه |
وظلَّ راعي إفكهم يحلبُ مِن | ضرع لبون الجور في وطابه |
فالأمة اليوم غدت في مجهل | مذ قتلوا الهادي الذي تهدى به |
لم يتشعَّب في قريشِ نسبٌ | إلاّ غَدا في المحضِ مِن لُبابه |
حتى أتيت فأتى في حسب | قد دخل التنزيل في حسابه |
فيالها غلطة دهر بعدها | لا يَحمدُ الدهر على صوابِه |
مشى إلى خُلفِ بها فأَصبحت | أَرؤُسهُ تتبع من أَذنابِه |
وما كفاه أن أرانا ضلة | وِهادُه تعلو على هِضابه |
حتى أرانا ذئبَه مُفترساً | بين الشبول ليثه في غابه |
هذا أمسر المؤمنين بعدما | ألجأهم للدين في ضِرابه |
وقادَ من عُتاتِهم مَصاعباً | ما أسمَحت لولا شبا قِرضابِه |
قد أَلفَ الهيجاءَ حتى ليلها | غرابه يأنس في عقابه |
يمشي إليها وهوَ في ذِهابِه | أشد شوقاً منه في غيابه |
كالشبل في وثبته والسيف في | هبته والصل في انسيابه |
أرداهُ من لو لَحظته عينُه | في مأزق لفر من إرهابه |
ومر من بين الجوع هارباً | يود أن يخرج من إهابه |
وهوَ لعمري لو يشاءُ لَم يَنل | ما نال أشق القوم في آرابه |
لكن غدا مُسلِّماً مُحتسِباً | والخير كل الخير في احتسابه |
صلّى عليه الله من مضطهدٍ | قد أغضبوا الرحمن في اغتصابِه |