لو برَّد العذلُ من غليلي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو برَّد العذلُ من غليلي | لم أحم سمعي عن العذول |
لام خليُّ الحشا فقلبي | ملآنُ من دائي الدخيل |
أثكلني الدهرُ وهو لاهٍ | لم يدر ما لوعة ُ الثكول |
لو صدعت نكبتي حشاه | إذا كسا جسمه نحولي |
يقول ما لي أراك حزناً | تحنُّ كالواله العجول |
تعزَّ إنَّ العزاء أولى | بشيمة الكامل النبيل |
فقلت عنّي وهل لغيري | يالأئمى رنة ُ العويل؟ |
قلبي بالصبر كان سيفاً | وامتلأ اليوم بالفلول |
معلِّلي بالعزاء رفقاً | تحنو على قلبي العليل |
كذبت لو قد عناك وجدي | ما نمت عن ليلى الطويل |
أسأل عن صبري الجميل | بعد افتقادي «أبا خليل» |
قضى بحجر النهى عزيزاً | والموت ضربٌ من الخمول |
ولم تغمِّضْ له جفوناً | إلا يدا مجده الأثيل |
وغسلته العُلى وقالت: | بوركت من طاهرٍ غسيل |
ثم نعت: أيها المسجّى | والحمدُ في برده الجميل |
أما ترى «أحمداً» ينادي | يا مقلتي في الدموع سيلي |
ومنك ينعى على نجيبٍ | قرمٍ لأثقاله حمول |
يقول يا منهضي برفقٍ | من عثرة الدهر من مقيلي |
أصول فيمن على زماني | يا دافني سيفي الصقيل |
وهذه المكرماتُ تنعي | فتخلط النَعى بالعويل |
قد حملوا واحدي بنعشٍ | خف بعبء النهى الثقيل |
يا راحلاً للبلى إلى من | بعدك بين الورى رحيلي |
منك رباعُ العُلى برغمي | خلت ورغم الحجى الأصيل |
زهت زماناً بها الليالي | والسعدُ في ظلها الظليل |
وغرُّ أيامها حسانٌ | تمرُّ وضاحة الحجول |
والناسُ من رائحٍ وغادٍ | يثنى بمعروفها الجزيل |
واليوم ذاك الثناءُ أضحى | نوحاً على رزئه الجليل |
كنت "لشبليَّ" أمس أنعى | واليوم أنعي أبا الشبول |
تتابعوا للمنون عنّي | تتابعَ الشهب للافول |
جفاهم الدهرُ بعد وصلٍ | والدهرُ كالعاشق الملول |
لم يبقَ إلا القليلُ منهم | والخيرُ في ذلك القليل |
فروعُ مجدٍ شذا علاهم | يشهد بالطيب للاُصول |
من "أحمدٍ" قدرُه عليٌّ | ومن أخٍ للنهى خليل |
قبيلة المجد من سواكم | لم يعرف المجد من قبيل |
عذراً إذا لم أقلْ عزاءً | ما هذه قولة الثكول |
وطاب قبرٌ به توارى | "محمدٌ" ذو الحجى الأصيل |
أغناه ما فيه من سماحٍ | عن سقى جفن الحيا البخيل |