أأُهنيك قائلاً لك بشرى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أأُهنيك قائلاً لك بشرى | أم اُعزّيك قائلاً لك صبرا؟ |
فرحة اردفت بترحة ثكلٍ | ساء فيها الزمانُ ساعة َ سرّا |
شفعت فيه أوبة ٌ بذهابٍ | فمنحنا سجلين نفعاً وضرّا |
ملأا بالسرور للمجد شطراً | من حشاه وبالكآبة شطرا |
زمنٌ آب بالسعود حميداً | بعدما أقلق الركائب عصرا |
قلت ألقى العصا وما كنتُ أدري | أنَّ فيها له مآربَ أخرى |
بينما تكتسى وجوهُ الليالي | رونقاً للسرور إذ عدن غبرا |
خيرُ يومٍ بدا بحلَّة زهوٍ | ما له تحتها تأبَّط شَرا |
يا خليليَّ والحديثُ شجونٌ | فأجيلا معي إلى الحزم فكرا |
خبراني عن الصواب برشدٍ | إن تكونا أحطتما فيه خبرا |
كان لي في الأمور قلبٌ ولكن | بمقاديم دهشتي طار ذعرا |
قد وفدنا لكي نهنّي المعالي | فوجدنا العيونَ منهنَّ عبرى |
فماذا أواجهُ الفخرَ أم في | أيِّ شيءٍ أخاطب المجدَ جهرا؟ |
أبنعيٍ فأنثر الشجوَ دمعاً؟ | أم اُحيِّ فانظم السعدَ شعرا |
فالليالي أقررن للجود عيناً | وعلى النعيِّ منه أقذين أخرى |
ومن المكرمات أبكين جفناً | بعدما للسعود أضحكن ثغرا |
طبت يا أرضُ بين حيٍّ وميتٍ | بالشذا عطرّاك بطناً وظهرا |
فعزاءً «لمصطفى » المجد عن مَن | خلت «بالمصطفى » أهنّيه بشرى |
رحلت بالجواد أيامُ دهرٍ | أين مرَّت من بعده قيل عقرا |
كان بالأمس أنظرَ الناس ربعاً | وهو اليوم أطيبُ الناس قبرا |
يا بني "المصطفى " وبيتُ نداكم | قد بنى طائرُ الرجا فيه وكرا |
شدتموه على التقى يهدمُ الدهرَ | ويبقى بناؤه مشمخرّا |
لست أدري أأودعَ المجدُ منكم | بشراً فيه أم ملائك غرّا؟ |
خلَّد «المصطفى » به لكم الفخرَ | وزدتم «بالمصطفى » فخرا |
أرجُ المجد لو تجسَّم نشراً | من شذاه لعطَّر الأرضَ نشرا |
ولودَّت أترابُها الغيدُ أن قد | جعلته على الترائب عطرا |
بسط الكفَّ بالسماح فقلنا: | أرسلت نوءَها الثريّا فدرِّا |
ملكٌ في يديه عشرُ بنانٍ | نشأت للورى سحائبَ عشرا |
زاد في قدره التواضعُ حتى | عاد عنه الزمانُ يصعر قدرا |
فهو قلبُ العُلى وأيُّ مكانٍ | حلَّ فيه تواضعاً كان صدرا |
بل هو العقدُ زانها وكذا العقـ | ـدُ يزين الفتاة َ جيداً ونحرا |
لو تحكُّ النجومُ في عاتقيها | أخمصيه لقيل حسبُك فخراً |
أطبقت ظلمة ُ الخطوب ولكن | بأخيه من ليلها شقًّ فجرا |
فأرانا شمساً بوجه أبي "الها | دي» وشمنا به ـ ولا ليلَ ـ بدرا |
ذاكَ مَن أزهرت مزايا عُلاه | فبدت والكواكبُ الزهر زهرا |
جاء محضَ النجار أملسَ عرضٍ | فيه طابت حواضنُ المجد حجرا |
عبقَ الجيب طاهرَ الردن والأذ | يال عفَّ الأزار سرّاً وجهرا |
قد حلتْ لي أخلاقه في زمانٍ | قلتُ لمّا طعمته ما أمّرا |
علمتني هي النظام إلى أن | قيل لي أنتَ أشعرُ الناس طرا |
وأداروا لي المدامة منها | ثم قالوا تحبُّها قلتُ بهرا |
ماجدٌ تطرب المسامعُ منه | من رقيق الثناء ما كان حرا |
وإذا مرَّ في العطا ودَّ فيه | مجلسُ الجود لم يزل مستمرا |
لا كمن إن تكلَّف الرفدَ يوماً | أكلتْ كفَّه الندامة ُ دهراً |
ففداءاً لشبره باع قومٍ | لم تقس في ذراعها منه فترا |
مدَّ لكن يداً صناع العطايا | طرَّزت بردتيه حمداً وشكرا |
لا تفاخر به المجرَّة إلا | إن ترد تكسب المجرة َ فخرا |
فهو بحرٌ ويقذف الدرَّ جوداً | وهي نهرٌ وليس يقذف درّا |
وهو والمصطفى بنادي العُلى شفـ | ـعٌ وكلُّ يقوم في القوم وترا |
حفظا حوزَة السماح وكلٌّ | دونها للعذول كم سدَّ ثغرا |
فدمُ المكرمات لو لم يجيئا | لنعته يتائمُ الشعر هدرا |
قد غرسنا فأثمر النظمُ حمداً | وسقيتم فأينع الجودُ وفرا |
لسواه يا عاصراً حلبَ الفكر | بكفِّ الخسار تعصر خمرا |
أيها الطيبون معقدَ أزرٍ | لكم الله شدَّ بالنصر أزرا |
ذكركم بالجميل سار ولكن | كمسير الرياح براً وبحرا |
قرّت الأرضُ بالجبال وكانت | هي والراسياتُ فيكم أقرّا |
هاكموها بكرَ القريض وعنها | سائلاها هل مثلها افتضَّ بكرا؟ |
بسوى السحر لم تعب أي وعيـب | البابليات إنه كان سحرا |
مزجت راحة َ السرور بضرٍّ | فأذاقت طعمين حلواً ومرا |
همت في عفرها وما كلُّ من ها | م بوادي القريض يصطاد عفرا |
زان تحبيرُها الطروسَ ففتّش | ما عداها تجده طرساً وحبرا |