إن قلتَ عذراً لها ما أبطأت سَأَما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إن قلتَ عذراً لها ما أبطأت سَأَما | فربَّ معتذرٍ يوماً وما اجترما |
وكيف تسأمُ من إهداءِ تهنية ٍ | كم علَّلت قبلُ فيها المجدَ والكرما |
كانت تَمنَّى على الله الشفا لأبي الـ | ـهادي لتملأَ أكبادَ العدى ضرما |
بكلِّ سيّارة ٍ في الأرضِ ما فَتحت | بمثلها أبداً أُمُّ القريضِ فما |
تشعُّ فهي لعينٍ كوكبٌ شرقٌ | وجمرة ٌ لحشاً في نادِها وُسِما |
فهل تظنُ وربُّ العرشِ خوَّلها | ما قد تمنَّت وذاك الداءُ قد حُسما |
ينامُ منها لسانُ الشكرِ عن سأمٍ | إذاً لسانيَ حتفاً نامَ، لا سَئما |
سائِل بها الشرف الوضّاحَ هل كَفرت | نعماه أوَ عَبدت من دونِه صَنما |
لا يَنقمُ المجدُ منها أنّها خَفِرت | في خيرِ عترتِه يوماً له ذِمَما |
لكنَّها لهناة ٍ عن ولادتِها | طروقة ُ الفكرِ حالت، لا الوفا عَقُما |
وقد تحيلُ لُقاحاً طالما نَتجت | واستقبلَ الحيُّ من إنتاجِها النِعما |
بكرٌ من النظمِ لم يُثقبِ لئالئَها | فكرٌ ولا فوقَ نحرٍ مثلُها نُظما |
مولودة ٌ في ثيابِ الحسنِ، قد رَضَعت | دَرَّ النُهى في زمان عنه قد فُطِما |
قد أقبلت وطريقُ الحسنِ مُتِّسعٌ | تضيقُ خُطواً وإن لم تَقترف جُرما |
ما قَدمت قدماً تبغي الوصولَ بها | إلاّ وأخَّرها تقصيرُها قَدَما |
حتى ألمَّت بأكنافِ الذين بهم | عن الوليِّ يحطُّ الخالقُ اللَمَما |
قومٌ يُؤدِّبُ جهلَ الدهرِ حلمُهم | حتى ترى الدهر بعدَ الجهلِ قد حَلُما |
وجودُهم يتداوى المُسنَتوُنَ به | ما اعتلَّ بالجدبِ عامٌ بالورى أَزِما |
فكيف مرَّت شكاة ٌ ساورت لَهُمُ | عضواً من المجدِ سُرَّ المجدُ إذ سَلِما |
أبكَت وأضحكَت العَلياءَ والكرما | روعاءُ قَطّب فيها الدهرُ وابتسما |
دجّت ببؤسٍ فلم تبَرح تضاحِكُها | بوارقُ اللُّطفِ حتى أمطرت نِعما |
أمَّت قليلاً وهبَّت في جوانِحِها | مِن الدعاءِ قَبولٌ فانجلت أَمما |
أضحي طَريفاً لنا نشر السرورِ بها | لنشرِنا ذلك البشرَ الذي قَدِما |
مسرَّة ٌ لأبي الهادي أعادَ بها | بًرءُ الحسين لنا العهدَ الذي قدُما |
إذ قد جنى الدهرُ ما لم تستطع مَعهُ | نشرَ المسرَّة ِ لكن راجَع الندما |
فأتَبَع الفرحة َ الأُولى بثانية ٍ | لم تُبقِ في الأرضِ لا غمّاً ولا غُمما |
فأرشفِ المجدَ في كلتيهما طَرباً | راحَ التهاني وقرِّط سمعه نَغَما |
وقُل-وإن صُمَّ سمعٌ من أخي حَسدٍ | فسرَّني أنه ما فارق الصمما- |
ليُهنِكَ النعمة ُ الكبرى أبا حسنٍ | في صحة ٍ لم تدع في مُهجة ٍ سَقما |
أنت الذي رَمقت عينُ الرشادِ به | فما رأت بكَ يا إنسانَها ألَما |
وقد صبرتَ وكان الصبرُ منك رضى | عن الإِله وتسليماً لما حَكما |
أصالحٌ أنت أم أيوبُ بل قَسماً | بما تحمّلتَ من ضُرٍ: لأنتَ هُما |
وهبكَ لم تكُ مَبعوثاً كما بُعثا | فقد ورثتَ بحمدِ الله ما عَلِما |
سقمٌ وما مسّكَ الشيطانُ فيه لقد | حكيتَ أيوبَ صبراً عندما سَقُما |
حتى علمنا بأنّ الابتلاءَ به | ما للنبيينَ عندَ الله للعلما |
آلَ الألهِ أقرّ اللهُ أعينكمُ | بالمُبكِيَينِ عيونَ الحاسدين دما |
بِشراً فتلك يدُ البُشرى ببُرئِهما | مَرّت على جُرحِ قلبِ الدين فالتحما |
كانت ـ ولكن لقلبِ الدهرِ ـ مُوجعة ً | كادت مضاضتُها تستأصِلُ النَسما |
قد ودَّ أهلُ السما والأرضِ أنَّ لكم | ثوابها وعليهم داؤُها انقسما |
لقد أعاد على "الفيحاءِ" فضلكُمُ | شبابَها بعد ما قد عَنَّست هَرَما |
كم ابن فهدٍ غدا فيها لعُدّة َ دا | عِيكم وكم لأياديكم من ابنِ نما |
نَضيتُمُ للمقالِ الفصلِ ألسنة ً | لو تقرع السيفَ يوماً صدرُه انثلما |
رياسة ٌ في الهدى أنتم أحقُّ بها | مَن كان جاذَبكم أبرادَها أَثِما |
حيثُ الأمامة ُ من مهدِّيها نَصبت | لها النُبوّة ُ في أحكامِها عَلما |
مِن قابض ورعاً عن كلِّ مُشتبهٍ | أناملاً لم تزل مبسوطة ً دِيَما |
مولى ً هو الكعبة ُ البيت الحرامُ لنا | أضحى وأضحت بَنوه الأشهر الحرُما |
قومٌ همُ عُلماء الدينِ سادة خلقِ | الله أكرُم من فوق الثرى شِيما |
همُ البدورُ أنارَ اللهُ طلعَتها | لها الكواكبُ قلَّت أن تُرى خدَما |
من طينة ٍ أبداً تبيضُّ عن كرمٍ | ما اسودَّ طينُ رجالٍ في الورى لؤما |
اليكموها هداة َ الخلقِ باهرة ً | لسانُها قال فيكم بالذي عَلِما |
إن أُنسِ فيكم زهيراً بالثناءِ لكم | فأنتم لي قد أنسيتم "هرما" |