بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ | أضاء حمى الزوراء من كل جانبِ |
طلعتَ طلوع البدر فيها فلم تدع | على الأرض فخراً للسما في الكواكب |
خلعت عليها من بهائِك حُلة ً | بها اختالت اليوم اختيال الكواعب |
وألبستَها عقداً من الفخر ناظماً | لها الدرَّ فيه وهو درُّ المناقب |
فما أنت إلا بحرُ علمِ تتابعتْ | عجائبه والبحر جمُّ العجائب |
وما أنت إلا روضُ فضل تحدّثتْ | بريّاه أنفاسُ لصِبا والجنائب |
وما أنت إلا ديمة ٌ مستهلة ٌ | بعرف من اللطف الإلهيِّ ساكب |
أخو هممٍ لو زاحم الدهرُ بعضها | ثنته بصغراها حطيمَ المناكب |
سما مفرقَ الجوزاء مجدُك عاقداً | ذوائبه منها عُلى ً في الذوائب |
وجاراك من قلنا له: أين من جرى | على الأرض من مجرى النجوم الثواقب |
أرحْ غاربَ الآمال عنك فلم ينل | مكانَ الدرارى فوق هذي الغوارب |
وراءك أبرادٌ لعلياء لم تكنْ | تمدُّ الثريا نحوها كفَّ جاذب |
فيا بن المزايا القادرية أعجزتْ | مزاياك في تعدادها كلَ حاسب |
غلبنا بك الصيدَ الكرام على العلى | فحقُك أن تدعى بسيّد غالب |
يروقك ما قد طرَّزت لك وشيَه | صناعُ القوافي لا صناعُ الكواعب |
فدمتَ على هام المجرَّة ساحباً | مطارف فخرٍ طاهرات المساحب |