ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا | زمانٌ به ظِلُّ الشبيبة ِ سائِغُ |
كواعب تَرمي عن قِسيٍّ حواجبِ | بأسهمِ لحظٍ لا تقيها السوابغ |
تدبُّ على الوردِ النديِّ بخدها | عقاربُ من أصداغهنَّ لوادغ |
لوادغُ أحشاءٍ يبيتُ سليمُها | ودرياقُه عذبٌ من الريقِ سائغ |
لهوتُ بها حيناً أطيع بها الهوى | غراماً وشيطانُ الصبابة نازغ |
إلى أن رأت يدَ الشيب ناصلاً | بها من كلا فوديَّ ما الله صابغ |
فأصبحتُ لا قلبي من الغيدِ فارغٌ | بلى قلبُها منّي غدا وهو فارغ |
وأمسيتُ في ليلٍ من الغمّ تحتَهُ | فؤادي له ضِرسٌ من الهمِّ ماضِغ |
إلى أن جلى عنّي الهموم بأسرها | هلالُ على في مطلع السعد بازغ |
هلالُ على تجلوه طوقاً لنحرها | له ربُّه من جوهر المجدِ صائغ |
فتى ً لم تكن أهل المساعي جميعُها | لتبلغَ من علياهُم هو بالغ |
يقصِّر كعبٌ عن نداه وحاتمٌ | ويقصر حتّى جِرولٌ والنوابغ |