أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها | حرام بغير المرهفات عتابها |
هي القرحة الأولى التي مض داؤها | بأحشاكِ حتّى ليس يبرى انشعابُها |
لقد أوجعت منكِ القلوبَ بلسعِها | عقارب ضغن أعقبها دبابها |
إلى الآن يَبرى سمُّها منكِ مهجة ً | بابرتِها قد شُقَّ عنها حِجابها |
كأَن لم يكن ضدّاً سواه مقاوِماً | حياتَكِ مقصوراً عليها ذِهابُها |
لها العذرُ لم تسلَم لباري نفوسِها | فتُلوى لمن وُلي عليها ـ رِقابها |
ولا صدَّقتْ يوماً بما في كتابِه | فتخشى الذي يحصي عليها كتابها |
ولو آمنتُ بالله لم يغدُ في الورى | بإمرة ِ مولى المُؤمنين خِطابها |
علتْ فوق أعوادِ الرسول لبيعة ٍ | بها مِن ثقيل الوزر طال احتقابها |
تقلب بين المسلمين أناملا | ترك عن الأسلام كيف انقلابها |
أعد نظراً نحو الخلافة أيما | أحق بأن تضفو عليه ثيابها |
أمن هو نفس للنبي أم التي | له دحرجت تحت الظلام دبابها |
يقولون بالإجماع وُليِّ أمرها | ضئيل بني تيم لينفى ارتيابها |
وهل مدخلاً للرُشد أبقى ، وفيه من | مدينة علم الله قد سد بابها |
بلى عدلت عن عيبة العلم واقتدت | بمن مُلئت من كل عيبٍ عيابها |
ولو لم يكن عبد من الله لم تذل | - ولا لعقة مما تحلت - كلابها |
فلله ما جرت سيفة غيها | على مرشديها يومَ جَلَّ مُصابها |
بها ضَربتْ غَصباً على مُلكِ أحمد | بكف عدي واستمر اغتصابها |
غلى حيث بالأمر استبدت أمية | فأسفرَ عن وجهِ الضَّلال نِقابها |
وأَبدت حقودَ الجاهلية بعدما | ـ لخوفٍ من الإسلام ـ طال احتجابها |
ولت سيوفاً أظمأ الله حدها | فأضحى دم الهادين وهو شرابها |
فقل لنزار سومي الخيل إنا | تحن إلى كر الطراد عرابها |
لها إن وهبت الأرض يوماً أرتكها | قد انحط خلف الخافقين ترابها |
حرام على عينيك مضضة الكرى | فان ليالي الهم طال حسابها |
فلا نومَ حتى توقَد الحرب منكمُ | بملمومة ٍ شهباء يُذكي شهابها |
تَساقى بأفواهِ الضُّبا مِن أُميَّة ٍ | إلى مهج الأبطال تهوى حرابها |
فِراخُ المنايا في الوكور لرقِّها | قد التقطت حب القلوب عقابها |
عَجبتُ لكم أن لا تجيش نفوسكم | وأَن لا يقيءَ المرهفاتِ قرابها |
وهذي بنو عَصّارة الخمرِ أصبحت | على منبر الهادي يطن ذبابها |
رَقدتِ وهبَّت منكِ تطلبُ وِترها | إلى أن شفى الحقد القديم طلابها |
نَضت من سواد الثُّكل ما قد كسوتها | وأصبحنَ حُمراً من دِماكِ ثيابها |
أفي كل يوم منك صدر ابن غابة | تَبيت عليهِ رابضاتٍ ذيابها |
يمزق أحشاء الأمامة ظفرها | عناداً ويدمى من دم الوحي نابها |
لك الله من موتورة هان غلبها | وعهدي بها صَعب المرام غلابها |
كأَن من بني صَخرٍ سيوفك لم تكن | مقام جفون العين قام ذبابها |
وحتّى كأَن لم تنتثر في صدورها | أنابيب سمر لم تخنك حرابها |
إفي الحق أن تحوي صفايا تراثكم | |
وتَذهب في الأحياءِ هدراً دماؤكم | ويبطل حتّى عند حَربِ طِلابها |
هبوا ما على رقش الأفاعي غضاضة | إذا سل منها ذات يوم إهابها |
فهل تصفح الأفعى إذا ما تلاقيا | على تِرة ٍ كفُّ السليمِ وَنابها |
أيخرجها من مستكن وجارها | وسصفو له بالرغم منها لصابها |
ويطرقها حتى يدمي صماخها | يكف له اثرن قدماً نيابها |
وتنساب عنه لم تساور بنانه | بنهش ولم يعطب حشاه لعابها |
فما تلك من شأن الأفاعي فلم غدت | بها مُضر الحمراء ترضى غضابها |
أَصبراً وأعرافُ السوابق لم يكن | من الدم في ليل الكفاح اختضابها |
أَصبراً ولم تُرفع من النقع ضلّة ٌ | يُحيل بياضَ المشرقين ضُبابها |
قناها ولم تندق طعناً حرابها | |
أَصبراً وبيضُ الهندِ لم يُثن حدَّها | ضراب يرد الشوس تدمى رقابها |
وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم | عَليها الفلا اسودَّت وضاقت رحابها |
وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم | يهد الجبال الراسيات انتحابها |
حواسر بين القوم لم تلق حاجباً | لها الله حَسرى أين منها حِجابها؟! |
كجمر الغضا أكبادهن من الظما | بِقفرٍ لُعاب الشمسِ فيهِ شرابُها |
تُردِّدُ أنفاساً حِراراً وتَنثني | لها عبرات ليس يثني انصبابها |
فهاتيك يحرقن الغوادي وهذه | ينوب مناب الغاديات انكابها |
هواتفُ من عَليا قريشٍ بعصبة ٍ | قضوا كسيوف الهند فل ذبابها |
مَضوا حَيثُ لا الاقدامُ طائشة الخطا | ولا رجح الأحلام خفت هضابها |
تُطارِحهم بالعَتبِ شجواً وإنّما | دماً فجر الصخر الأصم عتابها |
تنادي بصوت زلزل الأرض في الورى | شجى ضعفه حتى لخيف انقلابها |
أفتيان فهر أين عن فتيانكم | حميَّتكم والأُسد لم يُحم غابها |
أتصفر من رعب ولم تنض بيضكم | فيحمر من سود المنايا إهابها |
وتقهرها حرب على سلب بردها | وأرجلها بغياً يباح انتهابها |
وتتركها قسراً ببيداء من لظى | هواجرها كادت تذوب هضابها |
على حين لا خدرٌ تقيلُ بكِسره | عن الشمس حيث الأرض يغلي ترابها |
فوادح أجرى مقلة الأرض والسما | دماً صبغت وجه الصعيد مصابها |
فيامن هم الهادون والصفوة التي | عن الله قُرباً قاب قوسين قابها |
عليكم سلام الله ماديم الحيا | مرتها صبا ريح فدر سحابها |