أرشيف الشعر العربي

مَن حطَّ هضبتك الرفيعه

مَن حطَّ هضبتك الرفيعه

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه وأباح حوزتك المنيعه؟
وطواك والتقوى بقبرٍ ضمَّ جسمك والشريعه
وأعاد ملَّة "أحمدٍ" ثكلى وذات حشاً وجيعه
تنعاك واضعة ٌ على ظهرٍ أجبَّ يداً قطيعه
يا راحلاً بالعلم تنـ ـقله عن الدنيا جميعه
وموَّسداً في تربة ٍ بات الصلاحُ بها ضجيعه
كنت الذريعة للهدى واليوم بعدك لا ذريعه
إن الورى في فترة ٍ عمياء ليس لها طليعه
ترتاد مثلكَ سابقاً بين الحسيرة والضليعه
ما كان أحوجها لطبّك أيها الراقي اللسيعه
فاذهب فلم تصلحْ لمثـ ـلكَ هذه الدنيا الخدوعه
فلها دخلتَ وأنت محمو دُ السجيّة والطبيعه
وصحبتها بجوارحٍ عصمت لخالقها مطيعه
وخرجت منها طاهر الـ أبراد مشكور الصنيعه
فلتبك مفقدكَ الورى يا نيّراً فقدت طلوعه
ولنستر الهلاكُ خلَّـ ـتها ولا تشكو القطيعه
قد فاتها العينُ البصير ة ُ منك والأُذن السميعه
كانت ترى بك من أما مك غرَّ أوصافٍ بديعه
قد راض نفسك زهدُه فغدت بقرصيه قنوعه
وبلبس طمريه اكتفت فاستشعرت بهما خشوعه
وصنعتَ إذ كنت الأمين على الحقوق بها صنيعه
ورأيتَ فيها رأيه لما لديك غدت وديعه
فلذا بها ساويتَ عا في الورى الأرض الوسيعه
عادت كيوم وفاته لك ذات أحشاءٍ صديعه
هذي الفجيعة ُ جددتْ أحزانها تلك الفجيعه
خفض عليك أخا العزاء وسكّن النفسَ الجزوعه
فالدينُ «بالمهديِّ» كفـ ـكف في تسليّه دموعه
هذا إمامُ العصر مفزع كلِّ ذي كبدٍ مروعه
هو صارعُ الأعداء نا عش كلِّ ذي نفس صريعه
إنْ تدعُه لملمَّة ٍ جاءت كفايتُه سريعه
فتراه يكتمه ويأبى اللّـ ـهُ إلا أن يذيعه
يا من يساميه وراءك عن معاليه الرفيعه
أتعبت نفسك في تكلّـ ـف ما الذي لن تستطيعه
مولى ً هو البحرُ المحيط بكل مكرمة ٍ بديعه
نشأت بنوه سحائباً أضحت بها الدنيا مريعه
فإذا ثرى الأرض اقشعـ ـرَّ أديمه كانوا ربيعه
ولدتهمُ أمُّ الفخار بدارة الحسب الرفيعه
نسبٌ عقدن أصوله بذوائب العليا فروعه
يا أيها الخلفُ المشيّد للهدى فينا ربوعه
والمستجار بركنه في كلِّ نازلة ٍ فظيعه
فلأنت بعد "المرتضى " نعم البقيَّة للشريعه
وحدا نسيمُ العفو سا جمُ غيثه فمري ضروعه
وسقى ثرى جدثٍ أقا م مجاوراً فيه شفيعه

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حيدر بن سليمان الحلي) .

ألا بكَرَ الناعي بثاوٍ ثواءه

نسبٌ أناف على الأنام به

للحجّ سار ومن رأى

بيتُ مجدٍ إن حوى شكرَ الورى

حمَّلتكَ الديارُ مالا تُطيقُ


المرئيات-١