صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر | ومن نوره ليلُ التهجد مقمرُ |
خُلقتَ كما شاء التقى غير منطوٍ | على ريبة ٍ فيما تسرُّ وتجهر |
لكَ انتهت اليوم الرياسة للهدى | وإنك قبل اليوم فيها لأجدر |
ولم أدر حتى زار شخصك ناظري | بأن التقى في الأرض شخصٌ مصور |
وأعظم شيءٍ أن كفَّك لم يقمْ | بها عرضُ الدنيا وكلُّكَ جوهر |
يقرُّ بعين الدين أنك نيِّرٌ | به حوزة ُ الإسلام تزهو وتزهر |
وفرَّج صدري كون ناديك للتقى | وأنك للأحكام فيه المصدَّر |
فخاصمتُ فيك البدر يشرق نوره | وإنَّ عليه حجتي منه أنور |
فقال: كلانا زاهرٌ في سمائه | فقلت: نعم لكن محّياه أزهر |
وقالت نجوم الأفق: إنِّي كثيرة ٌ | فقلت: مزايا شيخنا منكِ أكثر |
وقال النسيم الغضُّ: إني لعاطرٌ | فقلت: شذا أخلاقه منكَ أعطر |
ودعْ راحتيه يا سحابُ فمنهما | يصوب الندى طبعاً وأنت مسخّر |
لقد نشأت من رحمة الله فيهما | سحائبُ عشر بالعوارف تمطر |
فيا علماء الأرض شرقاً ومغرباً | كذا فليكن مَن للهدى يتخّير |
ويا خير مَن يرتاده آمل الورى | فمنظره في روضة ٍ منه يحبر |
إذا قيل فيمن روضة الفضل تزهر | وأيُّ بحار العلم أروى وأغزر؟ |
إليكَ غدت تومي الشريعة لا إلى | سواك وأثنتْ وانثنت لك تشكر |
وإن قيل مَن للمشكلات يحلها | ذُكرتَ ولم تعقدْ بغيرك خنصر |
حليف التقى ما سار ذكرٌ لذي تقى ً | بمنقبة ٍ إلا وذكرك أسير |
لقد ضمَّ منك البردُ والبرد طاهرٌ | فتى ً هو من ماء الغمامة أطهر |
فتى ً حببته في النفوس خلائقٌ | يكاد بها من وجهه البِشرُ يقطرُ |
فلو لم أبتْ فيها من الهمِّ صاحياً | لقلتُ هي الصهباء من حيث تسكر |
إليكَ عروساً كنتُ أسلفت مهرها | ولم تجلَ لولا أنها لك تمهر |
شكرتكَ ما أسديته من صنيعة ٍ | تقدَّمت فيها والصنيعة ُ تشكر |
عطايا أتتْ منك ابتداءاً حسابُها | إليَّ وما كانت بباليَ تخطر |
وغير عجيبٍ إن بدا من محمدٍ | بمنزلة ٍ تشجى الحواسدَ حيدر |
فما عصرُنا إلا القيامة شدة | وما فيه إلا حوض جدواك كوثر |
رمتْ عنده الدنيا كبارَ همومها | وهمتُّه العلياء منهن أكبر |
وطاف رجاها في حماه محلقاً | عن الناس حيث الكلُّ منهم مقصّر |