وأبيك لا حيٌّ يدومُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وأبيك لا حيٌّ يدومُ | فعلام ترمضك الهمومُ؟ |
لا تجزعنَّ لضاعن | وانظر هديت مَن المقيم |
إنّا بنو الدنيا تطيبُ | لنا ومربعُها وخيم |
نرجو الشفا لسقيمنا | وصحيحنا فيها سقيم |
ونروم أن نبقى بها | والموتُ غاية ُ ما نروم |
هذا «الحسينُ» وكان يسـ | ـتسقى بطلعته الغيوم |
سائل به محرابَه | إن شئتَ فهو به عليم |
يخبرك كم بسناه أمـ | ـسى يزهر الليلُ البهيم |
متهجداً لله ودَّت | لثمَ مسجده النجوم |
هو واحد التقوى الذي | هي بعد مولده عقيم |
رحل الحمام به فتلك | معالم التقوى رسوم |
رُفعت برفع سريره الـ | ـبركات وافتُقدَ النعيم |
حملوه والتقوى تنا | شده ومدمعُها سجوم |
يا ذاهباً لا يُرتجى | أبد الزمان له قدوم |
فاللحدُ هل يدرى أأنـ | ـتَ أم الصلاحُ به مقيم؟ |
قمرُ السماء به توارى | أم محيّاك الكريم؟ |
إن يوصِ غيرك مَن بأر | ثِ يتيمه ورعاً يقوم؟ |
فالنسك إرثٌ والوصيُّ | تقاك والزهدُ اليتيم |
ومقيم مأتمك التقى | إن التقى نعمَ المقيم |
وبك المعزَّى من أتى | في مدحه الذكر الحكيم |
القائمُ "المهديُّ" مَن | تُجلى بطلعته الهموم |
ورث النبوَّة علمها | فهو الخبيرُ بها العليم |
مولى ً بنادي عزِّه | تتضاءل الصيدُ القروم |
نادٍ ملائكة ُ السماء | على سرادقه تحوم |
وبشمِّ آناف الملوك | ترابُ عتبته شميم |
في صدره "المهديُّ" تصـ | ـدر للورى منه العلوم |
ملأتْ نتائجه الزمان | وغيره الشكل العقيم |
فله الزعامة في الهدى | وسواه في الدعوى أثيم |
يا مَن له النسبُ الصريح الـ | ـمحض والحسبُ الكريم |
عجباً يروم عُلاك من | لك فوقه الشرفُ القديم |
فوق الرغام وتحت نعلك | أنفُ همته رغيم |
هبه يرومُ فأين مِن | يد من على الأرض النجوم؟ |
مثلان خلقُك والنسيمُ | ونداك والغيثُ العميم |
ولأنت واسطة العلاء | وولدُك العقدُ النظيم |
قومٌ بهم أمِنَ المروعُ | وفيهم أثرى العديم |
كلاً تراه "جعفراً" | في الجود وهو لهم زعيم |
أرجُ السيادة فيهم | كالمسك ينشره النسيم |
رضعوا الإمامة فالجميعُ | بنور عصمتها فطيم |
فولاؤهم فرضٌ وهد | يُهم الصراطُ المستقيم |
لبس الزمان بهاءهم | فبهم محيّاه وسيم |
وبهم لنا الأيام يقطر | من غضارتها النعيم |
تهوى السماء بأنها | لصعيد أرضهم أديم |
وإذا مشوا فوق الثرى | حسدت نعالهم النجوم |
يا سادة العلما ومَن | تزن الجبال لهم حلوم |
بكم العزاءُ وحسبنا | من كل ماضٍ أن تدوموا |
"أمحمدٌ" في ظلهم | ستنال أقصى ما تروم |
فأبوك إن يفقدْ فكلّـ | ـهمُ أبٌ برٌّ رحيم |
سيقرَّ عيناً في الثرى | إذ فيك جودُهم يقوم |
حيّا الملائكُ قبره | من حيث فيه هو المقيم |
وسقته من أنواء عفو | الله واكفة ٌ سجوم |