فاخري أيّتها الدارُ النجوما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فاخري أيّتها الدارُ النجوما | هنَّ في الضوء، وفي الجوِّ الغيوما |
ونعم أنتِ بآل المُصطفى | معدنُ الفخر حديثاً وقديما |
لم تلد أمُّ المعالي منهم | فيكِ إلاّ واضحَ الوجه كريما |
معشرٌ طابوا فروعاً في العُلى | وزكوا في طينة المجد أُروما |
فُقدَ المعروف إلاّ عندهم | وغدا الدهرُ ـ وحاشاهم ـ لئيما |
وكفاهم «بأبي المهديّ» فخراً | حيثُ أضحى لهم اليومَ زعيما |
المحيّا عند بذل الجودِ وجهاً | صاحياً، والمُرتجى كفًّا مُغيما |
تخجلُ المزنُ إذا ساجَلها | بيدٍ أرطبَ منهنَّ أديما |
وتموتُ الشهبُ إن قابلها | بمحيًّا يكشفُ الليلَ البهيما |
ليمَ في الجود، ولا جودَ لمن | لم يكن بين الورى فيه ملوما |
وكريمُ الطبع مَن لم يتغيّر | طبعه في عذل من أضحى لئيما |
ليس يثني الغيمَ عذلٌ فمتى | ينثني من علَّم الجودَ الغيوما |
هممٌ لو عن مدى ً زاحمَها | منكبُ الدهرِ لردَّته حطيما |
عادَ مرعى الفضل مخضرًّا به | وهو لولا جودُه كان هشيما |
تُحمدُ الناسُ فان جاء به | لم نجد أحمدَهم إلاّ ذميما |
ما بصلب الدهرِ يجري مثلُه | إذ على ميلاده صارَ عقيما |
هو في أجفانه ثاني الكرى | قرَّة العينين منه أن يدوما |
من أناسٍ ركبوا ظهرَ العُلى | وجروا في حلبة الفخر قديما |
هم أقاموا عمدَ العليا وهمٍ | شرعوا فيها الصراطَ المستقيما |
ذهبوا بيضَ المجالي طيبي | عُقدِ الأَزرِ مصاعيباً قُروما |
وتبقّوا مِن بنيهم لعُلاهم | زينة َ في نحرها عِقداً نظيما |
كأبي الهادي ذي الفضل ومَن | في معاليه لهم كان قسيما |
ذلكَ الندب أخوه من برا | ه ربُّه من عنصر المجدِ كريما |
ورضى العليا ومن غير الرضا | من عظيمٍ يدفعُ الخطبَ العظيما |
ذكره بين الورى يهدي شذاً | عطّرت نفحة ُ ريّاه النسيما |
وأخيه مصطفى الفخرِ الذي | لم تزل طلعتهُ تجلو الهموما |
وكنجم الشرفِ الهادي إلى | بيتِ جدواه لمن نصَّ الرسوما |
وأمينٍ ذي النهى َ من لم يزل | سالكاً نهجاً من التقوى قويما |
كرماءٌ لا تُبارى كرماً | حُلماءٌ تزنُ الشمَّ حُلوما |
كم دعتهم للقوافي ألسنٌ | تركت قلبَ أعاديهم كليما |
يا نجوماً في سما المجد زهت | ويسرُّ المجدَ قولي يا نجوما |
للعُلى أنتم مصابيحٌ كما | لشياطين العِدى كنتم رُجوما |
قد أقرَّ الله منكم أعيناً | كم لحظتم بالغِنى فيها عديما |
وحباهم فرحة ً تشملهم | والمحبين خصوصاً وعموما |
ذهبَ الروع الذي غمَّ وقد | جاءت البشرى التي تنفي الغُموما |
واستهلَّ السّعدُ في أبياتِكم | فاكتست من حُللِ الزهور قوما |
بالفتى "عبد الكريم" المجتبي | وأمين الفضل من طاب أُروما |
قد لعمري سُنن الحجّ لها | ما رأت مِثلهما أمسِ مُقيما |
قيل نخشى لهما يدنو البلى | قلت لا يدنو وإن كان عظيما |
فهما من أُسرة ٍ في برِّهم | يُدرءُ الخطبُ وإن كان جسيما |
فحجيجُ البيتِ لمّا أنزل الله | فيهم ذلك الرجزَ الأليما |
فعن الباقين منهم كرماً | بهما قد صرفَ الريحَ العقيما |
فحطيمُ البيتِ لو لم يشهداه | كلُّ مَن قد أمّه أضحى حطيما |
آل بيت المصطفى حيتكُمُ | غادة ٌ تجلو لكم وجهاً وسيما |
أقبلت زهواً تهنّيكم بما | زاد مَن يحسدُ علياكم وجوما |
فبقيتم في سرورٍ أبداً | ولكم لا برحَ السعدُّ نديما |