سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها | وطفاءُ بشرٍ أطلقت مزادَها |
تلمع للزهو بها بوارقٌ | تقدحُ في قلب العِدى زنادَها |
لاطفها فيك نسيمٌ أَرِجٌ | إلى حماكَ ساقها وقادَها |
فألبستك زهرها وأنبتت | ما بين أجفان العدى قتادَها |
وأبرزتَ منك لأحداق الورى | حديقة ً نوءُ السرور جادَها |
يا رائد الأفراح في دار العُلى | قد صدقتك نفسُك ارتيادَها |
باكر مُناك وارتشف رياضها | كما اشتهيت واقتطف أورادَها |
وحيّ في الدست زعيمَ هاشمٍ | وخيرَ من سادت به وسادَها |
القائمَ المهديّ أقضى من ثنت | رياسة ُ الدين له وِسادَها |
وقُل ولا تحفل بغيظ أنفسٍ | قد تركت لغيِّها رشادَها |
ما علماءُ الأرض إلاّ رجلٌ | قد جمع الله به آحادها |
لجّة علمٍ عذُبت موارداً | كلّ ذوي الفضل غدت ورّادها |
وروضة ٌ لو كشف الله الغطا | رأيت أملاك السما روّادها |
أَعلمهم بالله بل أَدلّهم | على التي من خلقه أَرادَها |
حامى عن الدين فسدَّ ثغرة ً | ما ضمنوا عنه له انسدادَها |
فاستلَّها صوارماً فواعلاً | فعل السيوف ثكلت أَغمادَها |
الموقدُ النارَ عشيّاً للقرى | وبِشره يتقد اتقادَها |
والمرخصُ الزادَ وكان جده | لراكبي ظهرَ الفلاة زادَها |
قد فاخرت جفانُه شهبَ السما | بضوئها وكاثرت عِدادَها |
بُشراك وضّاحَ الدجى بفرحة ٍ | قد بلغت فيها العُلى مرادَها |
حلَّت نطاق الليل عن صبيحة ٍ | قد نسجت أيدي الهنا إبرادَها |
لو عربُ الإسلام باهتُ فرسه | بحسنها لاستحقرت أَعيادَها |
أنت الذي قد عقد الله به | عُرى الهدى وأحكم انعقادَها |
منك اعدَّت هاشمٌ لمجدها | مَن نشر الله به أَمجادَها |
فقلّلت فيك مريدي فخرها | وفي بنيك كَّثرت حسادَها |
أَبناءِ مجدٍ نشأوا سحائباً | سقى الإلهُ خلقه عهادَها |
أَنملُها العشرُ جميعاً حُلَمٌ | أَرضعت الدنيا بها أَولادَها |
بيض المساعي ومساعي غيرهم | بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها |
لم تبتدء بين الورى اكرومة ٌ | إلاّ وكلٌّ منهم أعادَها |
عقدت أطناب العُلى وابتدروا | يرفع كلٌّ منهم عمادَها |
وغيرهم يهدم علياه التي | سعى أَبوه قبله فشادَها |
قومٌ إذا شبَّ ابنُ مجدٍ منهم | أَلقت لكفيه العُلى قيادَها |
أَو زوَّجوه فبأخت شرفٍ | يحكي طريفُ مجدِها تِلادَها |
لو لم تجد منه المعالي كفوَها | لم ترض إلاّ في الخِبا انفرادَها |
يا من يرومُ بأبيه هضبهم | ونفسه قد سكنت وهادَها |
خلفك والفخر بنار ذهبت | بضوئها وخلّفت رمادَها |
بني العُلى دونكموها غادة ً | عذراءَ قد أَصفتكم ودادَها |
جلّت بكم قدراً فما أَنشدتُها | إلاّ ازدهت جبريل فاستعادَها |