كيف نسكت عن هذا العهر؟
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
كيف نسكت عن هذا العهر؟من الظواهر الغريبة المُسِفَّة في بلاد العروبة والإسلام التي يتسع انتشارها عامًا بعد عام: ظاهرة صور النساء الفاضحة جدًّا وبعضها باللباس الداخلي فقط في بعض البلدان مثل لبنان وتونس وتركيا على اللوحات الإعلانية!! وهي صور موجودة داخل المدن وتكثر جدًّا على امتداد الأوتسترادات الدَّوْلية؛ ففي لبنان مثلا تكثر هذه الصور على طريق بيروت - طرابلس وبيروت - الجبل وبالعكس، وطريق بيروت - صيدا ذهابًا وإيابًا.
وهكذا.
ولقد جرّبوا سابقًا - أعني شركات الإعلان التجارية ومَنْ وراءها من السياسيين ورجال الأعمال الداعمين لها أو الشركاء فيها - ردّة فعل الناس فكانت الأصوات المستنكرة قليلة جدًّا وباهتة جدًّا.
ولمّا وجدوا الأمر كذلك أغراهم بالإكثار منها والتصعيد من وتيرة قذارتها لتفوّر أكثر وأكثر غرائزَ الشباب وتُفسد الرجال وتعبث بالنساء وتساعد على إشاعة العهر وقبول المنكر الفظيع، ولتأكيد الصبغة الأجنبية لبلد عربي مع تشدّق الكل -كاذبين- بعروبة لبنان وانتمائه العربي! فهل هذا العُهر من قِيَم المجتمع العربي؟ ثم ماذا يُراد بلبنان وللبنان؟ وأين موقف المسلمين جميعًا صفًا واحدًا بعلمائهم ودعاتهم وقياداتهم وجمعياتهم من هذا المنكر المدمّر والعُهر المخرّب للأخلاق والثقافة والقِيَم، بل أيضًا للأمن الاجتماعي والسياسي؟ ثم نسأل بعد ذلك لماذا تُهزم الأمة وتُداس كرامتها:
لولا ذنوبُ المسلمين وأنهم
ركبوا الكبائر ما لهُنّ خفاءُ
ما كان يُنصر للنصارى فارس
أبدًا عليهم فالذنوبُ الداءُ
ألا نؤمن نحن معشر المسلمين أن من أعظم أسباب الدمار والبلاء: الفِسْق؟ ألم نسمع قول الله عز وجل: ﴿ فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16]، ﴿ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴾ [الفجر: 12-13]؟ إذن لماذا السكوت عن هذا العُهر؟ وهل هو قضية مختلَف فيها حتى نضعها جانبًا؟ وهل نظن سائر قضايا السياسة والمجاملات مع الآخر غير المسلم في لبنان -مثلا- ومع الزعماء السياسيين وأولويات همومهم السياسية أهم من أن نهبّ هبّة واحدة مستنكرين غَيْرةً على قِيَمنا وحفاظًا على شبابنا وبناتنا وإرضاءً قبل كل شيء لربِّنا؟ اللهم آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رَشَدًا.