رَعى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
رَعى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه | بغيداء أشكوها الغرام فتنصفُ |
إذا خطرت خاف القنا خطراتها | لها من غصون البان قدٌّ مهفهف |
وما نظرت إلاّ بأدعج فاترٍ | كما استل ماضٍ يفلق الهام مرهف |
نظرت إليها والوشاة بغفلة | وشمل الهوى ما بيننا يتألّف |
فلا تنكرا منّي هواها فإنّني | عرفتُ بها في الحبّ ما ليس يعرف |
وقد كدتُّ أدمي خدها بنوظر | أبى الله إلاَّ أنها اليوم تذرَف |
وقد مَلأَت عَيْنيَّ بالحسن كلِّه | وما الشمس إلاَّ مثلها حين توصف |
ليالي لم نحذر بها ما يريبنا | على مثلها فليأسَفِ المتأسّف |
نطارحني فيها الحديث فأنثني | كأنْ قد أمالتني من الراح قرقف |
تقول تلافُ الصبّ فيمن يحبّه | فقلت لها إنَّ الصبابة تتلفُ |
تعنّفني فيك اللحاة جهالة | وما أنا لولا أنتِ ممّن يعنَّف |
ورحتُ ولا والله أدراي بأنّني | من الراح أم من ريقها أترشف |
وبتنا كما شئنا وشاء لنا الهوى | وباتتْ أباريق المدامة ترعف |