يا أيّها الركب قفوا بي ساعة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أيّها الركب قفوا بي ساعة | أَقْضِ لرَبْعٍ في الحمى دُيونا |
ولم أَشِمْ وامضَ برقٍ لامعاً | إلاّ ذكرت الثغر والجبينا |
وحين لاح الشيب في مفارقي | وكان ما لم أرضَ أنْ يكونا |
وما خَلَفْتُ للغرام طاعة | وما نكَثْتُ حبلها المتينا |
أَئِنُّ ممّا أضْمَرَتْ أضالعي | وكنتُ ممّن أعلنَ الأنينا |
وما وجدتُ في الهوى على الهوى | غيرَ بكائي للأسى معينا |
يا صاحبيَّ والخليلُ مسعدٌ | إنْ لم تعينا كلفاً فبينا |
............ | ومارَسَ الأيام والسنينا |
وأَرَّقتْني الوُرْقُ في أَفنانها | تردّد التغريد واللحونا |
كم أجّجت من الفؤاد لوعة ً | وأَهْرَقَتْ من عَبرة شؤونا |
كم أرغمتْ أنفَ الحسود سطوة ً | وغمرت بالبّر معتفينا |
يا شدَّ ما كابد من صبابة ٍ | في صبوة ٍ عذابها المهينا |
وفارق المَوْصِلَ في قدومه | ليثٌ هِزَبرٌ فارق العرينا |
من أشرفِ الناس وأعلى نسباً | وكان من أندى الورى يمينا |
وكلَّما أَمْلَتْ تباريحَ الجوى | تَفَنَّنَتْ بِنَوْحها فنونا |
عوَّدَهُ على الجميل شيمة ٌ | وأورثته شدّة ً ولينا |
وحلَّ في الزوراء شهمٌ ماجدٌ | نقرُّ في طلعته العيونا |
أولئك القوم الذين أَنْجبَتْ | أصلابها الآباء والبنينا |
وَطَوَّقَتْه في العُلى أطواقها | وَقَلَّدَتْه دُرَّها الثمينا |
وأَظهروا ما أضْمروا من كيدهم | وكان في صدورهم كمينا |
يحفظك الحافظ من كيد العدى | وكان حصناً حفظه حصينا |
وخَيَّبَ الله به ظنونَهم | وطالما ظَنُّوا به الظنونا |
وعذتُ بالرحمن وهي عوذة ٌ | أخزتَ به شيطانها اللعينا |
لو كان للأيام وجهٌ حسنٌ | كان لها الوجنة والعيونا |
قد طبعو على الجميل كُلّه | وإنْ أساءَ الدهر محسنينا |