شامَ برقاً راعهُ مبتسما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
شامَ برقاً راعهُ مبتسما | عَن يَمين الجَزْع شرقيّ الحمى |
فبكى ممّا به من لَوْعة ٍ | لا بكتْ أَعْيُنُهُ إلاّ دما |
دَنِفٌ قد لَعِبَ الوجد به | ورماه البين فيمن قد رمى |
وقضى الحبُّ عليه أنَّه | لا يزال الدهر صبّاً مغرما |
رحمة ً للصبّ لو يشكو الجوى | في الهوى يوماً إلى من رحما |
عبرة يا سعد قد أهرقتها | ليتها بلَّت من القلب ظما |
وإلى الله فؤاد كلّما | کضطرم البرق اليماني کضطرما |
يا خليليَّ کسعداني إنَّني | لم أَجدْ لي مسعداً غيرَكما |
إنَّ للدار سقى الدارَ الحيا | أَرْسُماً لم تُبق مني أرْسُما |
أينَ أقمارَك غابت فَقَضَت | أَن تُرينا كلّ فج مظلما |
ولياليَّ بسلعٍ أجتلي | كلَّ عذب اللفظ حلويّ اللمى |
كنتُ ذقتُ الصَّبر شهداً فيهم | ثم ذقتُ الشهد فيهم علقما |
كان حبلي بهمُ متّصلاً | فَرُمي بالقَطع حتى کنصرما |
لا تسلْ عن دمع حال طالما | سال في آثارهم وکنسجما |
زعم الناقل سلواني لكم | كَذِبَ الناقل فيما زعما |
عجباً من عاذلٍ يعذلني | في هواكم أبعينيهِ عمى |
انقضى العهد فما لي بعده | آكلٌ كفّى عليه ندما |
أتشافى في عسى لا في عسى | يشتفي القلب ولا في ربّما |
يَعْلَمُ الجاهل وَجدي فيكم | كيف لا يعلم أمراً علما |
لا رعى الله زماني إنَّه | كان لا يرعى لحرٍّ ذمما |
كلَّ يوم أنا من أرزائه | شاهدٌ رُزْءاً يشيبُ الِلّمَما |
يبتليني صابراً لم يلفني | فاغراً فيه من الشكوى فما |
أتّقي أسهمه من حيثُ لا | تتّقي الأدرعُ تلك الأسْهُما |
وإذا مارسني، مارسني | حجراً صمّاء صلاً صَيْلما |
وسواءٌ بعد أن جَرَّبني | أقدمَ الدهرُ إذنْ أمْ أحجما |
فليجئني الدهرُ فيما يشتهي | أنا لا أشكو لداءٍ ألما |
وحريٌّ أنْ تراني بالغاً | بعليّ القدر أسباب السما |
أرتقي فيه العلى لم أتخذ | مدحه للمجد إلاّ سلّما |
فقوافيّ إليه ترتمي | بالأماني فلنعمَ المرتمى |
علويّ الجدّ علويّ السَّنا | دوحة ٌ طالت وفرعٌ نجما |
سيّدٌ من هاشمٍ راحته | تُخْجِلُ الغيثَ إذا الغيث همى |
من رسول الله من جوهره | ذلك النور الذي قد جُسّما |
أو تُجادِلْه تُجادِلْ ضَيْغَما | |
يا له من نعمة ٍ في نقمة ٍ | إنْ رمى أصمى وإنْ فاض طمى |
كلّما داويت آلامي به | حسمَ الداءُ به فانحسما |
قَسَماً بالغُرّ من أجداده | أترى أعظمَ منهم مقسما |
أنا أستشفي ولكنْ مِنْهُمُ | بشِفاءٍ لم يغادرْ سقما |
رضيَ اللَّه تعالى عنهُمُ | وإذا صلّى عليهم سَلّما |
أنفقوا الأعمار في طاعته | وفضوها صوّماً أو قوَّما |
إنَّما يرحمنا الله بهمْ | رحمة ً تدفعُ عنّا النقما |
ثِقَتي فيهم وفيهم عِصْمَتي | فازَ من يغدو بهم معتصما |
وهُمُ ذخريَ في آخِرَتي | يومَ لا أملكُ فيه دِرهما |
يا سماءً للعلى أنظمُ في | مدحهِ غرَّ لاقوافي أنجما |
أنتَ أنت اليوم فيها سيّدٌ | يُتّقى بأساً ويُرجى كرما |
لا أرى وجدان من لا يرتجى | للندى والبأس إلاّ عدما |
أنتَ فذُّ المجد في الناس وإنْ | كنتَ والبدرَ المنيرَ تؤما |
اتقضى الصَّومُ جميلاً ومضى | قادمٌ كلُّ على ما قدّما |
أقبلَ العيدُ نهنّيك به | يا أبا سلمان هُنّيت بما |
كان فيه من ثوابٍ دائمٍ | عَظُم الأجر به إذْ عظما |
حُزتَ أجر الصوم فکسلم وکبق لي | أبداً تولي الغنى والمغنما |
منعاً في البرّ في أعيادها | لا تزال الدهرِ برّاً منعما |
مسبغاً فيها عَلَيْنا نِعَماً | أَسْبَغَ الله عليك النِعما |
أيُّها الممدوح فينا ولنا | بُدىء المدح به واختُتِما |