أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ | وَلِلْجَدِّ أمْسَى عَظْمُهُ في الْجَبَائِرِ |
تجيءُ ابنَ بعّاجٍ نسورٌ كأنّها | مَجَالِسُ تَبْغِي بَيْعَة ً عِنْدَ تَاجِرِ |
تُطِيفُ بِكَلْبِيِّ عَلَيْهِ جَدِيَّة ٌ | طويلِ القرا يقذفنهُ في الحناجرِ |
يقولُ لهُ منْ كانَ يعلمُ علمهُ | كَذَاكَ انْتِقامُ الله مِنْ كُلِّ فَاجِرِ |
كأنَّ بقايا الجيشِ جيشِ ابنِ باعجٍ | أَطَافَ بِرُكْنٍ مِنْ عَمَايَة ِ فَاخِرِ |
وبيضٍ رقاقٍ قدْ علتهنَّ كبرة ٌ | يداوى بها الصّادُ الّذي في النّواظرِ |
إذَا اسْتُكْرِهَتْ في مُعْظَم الْبَيْضِ أدْرَكَتْ | مَرَاكِزَ أرْحَاءِ الضُّرُوسِ الأَوَاخِرِ |
إذَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ فَودِّعي | بِلاَدَ تَمِيمٍ وانْصُري أرْضَ عَامِرِ |
وأثني على الحيّينِ عمرٍو ومالكٍ | ثناءً يوافيهمْ بنجدٍ وغائرِ |
كرامٌ إذا تلقاهمُ عنْ جنابة ٍ | أعِفَّاءُ عَنْ بَيْتِ الْغَرِيبِ المُجَاوِرِ |
نوضّحُ بالحومِ الهجانِ ونفتري | مَرَاعِيَهُ بالْمُخْلِصَاتِ الضَّوامِرِ |
بِجُرْدٍ عَلَيْهِنَّ الأَجِلَّة ُ سُوِّيَتْ | بِضَيْفِ الشِّتَاءِ والْبَنِينَ الأصَاغِرِ |
وجدتَ سوامَ الحيِّ عرّضَ دونهُ | فوارسُ أبطالٌ لطافُ المآزرِ |
فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسَانُنَا وَرِجَالُهُمْ | دَعَوْا يَا لَكَلْبٍ واعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ |
تلاعبُ أولادَ المها بكراتها | بِإِثْبِيتَ فالْجَرْعَاءِ ذَاتِ الأَبَاتِرِ |
نشرناهمُ أيّامَ إثبيتَ بعدما | شَفَيْنَا غِلاَلاً بالرِّمَاحِ الْعَوَاتِرِ |
رَعَتْ مِنْ خُفَافٍ حِينَ بَقَّ عِيَابَهُ | وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ ماطرِ |
جَعَلْنَ حُبَيّاً بِالْيَمِينِ وَنَكَّبَتْ | كُبَيْساً لِوِرْدٍ مِنْ ضَئِيدَة َ بَاكِرِ |
فلبّثها الرّاعي قليلاً كلا ولا | بلوذانَ أوْ ما حلّلتْ بالكراكرِ |
وطبّقنَ عرضَ القفِّ لمّا علونهُ | كَمَا طَبَّقَتْ في الْعَظْمِ مُدْيَة ُ جَازِرِ |
تَرَى الطَّرِفَاتِ الْعِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا | يرعنَ إلى ألواحِ أعيسَ جاسرِ |
ألمْ يأتِ حيًّا بالجريبِ محلّنا | وَحَيّاً بِأعْلَى غَمْرَة ٍ فَالأَبَاتِرِ |
تركنَ رِجالَ العنظوان تنوبهم | ضياعُ خُفَافٍ مِنْ وَراء الأباترِ |
إذَا الرَّمْلُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ بِخُصُورِهِ | تَعَسَّفْنَ مِنْهُ كُلَّ كَبْدَاءَ عَاقِرِ |
وَكُلُّ رُدَيْنِيٍّ إِذَا هُزَّ أرْقَلَتْ | أنابيبهُ بينَ الكعوبِ الحوادرِ |
فَمَا وَجَدَتْ بالْمُنْتَصَى غَيْرَ عَانَة ٍ | على حشرجٍ يضربنهُ بالحوافرِ |
يُجَاوِبْنَ مِلْيَاحاً كَأنَّ حَنِينَهَا | قبيلَ صلاة ِ الصّبحِ ترجيعُ زامرِ |
فما رويتْ حتّى استبانَ سقاتها | قطوعًا لمحبوكٍ منَ اللّيفِ حادرِ |