على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ | صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ |
فَعُجْنَا عَلى رَسْمٍ بِرَبْعٍ تَجُرُّهُ | مِن الصَّيْفِ جَشَّاءُ الْحَنِينِ نَؤُوجُ |
شَآمِيَة ٌ هَوْجَاءُ أوْ قَطَرِيَّة ٌ | بِهَا مِنْ هَبَاءِ الشِّعْرَيَيْنِ نَسِيجُ |
تُثِيرُ وَتُبْدِي عَنْ دِيَارٍ بِنجْوَة ٍ | أضرَّ بها منْ ذي البطاحِ خليجُ |
علامتها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ | يَبَابٌ وَمَضْرُوبُ الْقَذَالِ شَجيجُ |
ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ | مِنَ النَّارِ مُسْوَدُّ التُّرَابِ فَضِيجُ |
أذَاعَ بِأعْلاَهُ وَأبْقَى شَرِيدَهُ | ذَرَى مُجْنَحَاتٍ بَيْنَهُنَّ فُرُوجُ |
ثَلاَثٌ صَلِينَ النَّارَ شَهْراً وَأرْزَمَتْ | عَلَيْهِنَّ رَجْزَاءُ الْقِيَامِ هَدُوجُ |
كأنَّ بربعِ الدّارِ كلَّ عشيّة ٍ | سَلاَئِبَ وُرْقاً بَيْنَهُنَّ خَدِيجُ |
تبدّلتِ العفرُ الهجانُ وحولها | مَسَاحِلُ عَانَاتٍ لَهُنَّ نَسِيجُ |
نَفَيْنَ حَوَاليَّ الْجِحَاشِ وعَشَّرَتْ | مصايفُ في أكفالهنَّ سحوجُ |
تَأَوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ وَمَقِيلُهَا | بحزمِ قرورى خلفة ٌ ووشيجُ |
عَهِدْنَا بِهَا سَلْمَى وَفِي الْعَيْشِ غِرَّة ٌ | وسعدى بألبابِ الرّجالِ خلوجُ |
لَيَاليَ سُعْدَى لَوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍ | بِدَوْمَة َ تَجْرٌ عِنْدَهُ وَحَجِيجُ |
قَلاَ دِينَهُ وَکهْتَاجَ لِلشَّوْقِ إنَّهَا | عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَانَ الْعَزَاءِ هَيُوجُ |
ويومَ لقيناها بتيمنَ هيّجتْ | بَقَايا الصِّبَى إنَّ الفُؤادَ لَجُوجُ |
غَدَاة َ تَرَاءَتْ لاْبْنِ سِتِّينَ حِجَّة ً | سَقِيَّة ُ غَيْلٍ في الْحِجَالِ دَمُوجُ |
إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ | سلافٌ تغالاها التّجارُ مزيجُ |
فداءٌ لسعدى كلُّ ذاتِ حشيّة ٍ | وَأُخْرَى سَبَنْتَاة ُ الْقِيَامِ خَرُوجُ |
كأدماءَ هضماءِ الشّراشيفِ غالها | عنِ الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ |
رَعَتْهُ صُدُورَ التَّلْعِ فَنَّاءُ كَمْشَة ٌ | بِحَزْمِ رِضَامٍ بَيْنَهُنَّ شُرُوجُ |
ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أسْعَدَ أنَّنِي | أُهَاجُ لِخَيْرَاتِ النَّدَى وَأَهِيجُ |
وَهَمٍّ عَرَانِي مِنْ بَعِيدٍ فَأَدْلَجَتْ | بِيَ الَّليْلَ مَنْجَاة ُ الْعِظَامِ زَلُوجُ |
وشعثٍ نشاوى منْ نعاسٍ وفترة ٍ | أثرتُ وأنضاءٍ لهنَّ ضجيجُ |
ظَلِلْنَا بِحُوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّة ٍ | تَمُرُّ سَحَابٌ تَحْتَنَا وَتُلُوجُ |
تَرَى حَارِثَ الْجَوْلاَنِ يَبْرُقُ دُونَهُ | دَسَاكِرُ فِي أطْرَافِهِنَّ بُرُوجُ |
شربنا ببحرٍ منْ أميّة َ دونهُ | دِمَشْقُ وأنْهارٌ لَهُنَّ عَجِيجُ |
فَلَمَّا قَضَيْنَ الْحَاجَ أزْمَعْنَ نِيَّة ً | لخلجِ النّوى إنَّ النّوى لخلوجُ |
عَلَيْهَا دَلِيلٌ بِالفَلاَة ِ وَوَافِدٌ | كريمٌ لأبوابِ الملوكِ ولوجُ |
ويقطعنَ منْ خبتٍ وأرضٍ بسيطة ٍ | بسابسَ قفراً وحشهنَّ عروجُ |
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا الإيَابُ وَأُدْرِكَتْ | عجارفُ حدبٌ مخهنَّ مزيجُ |
إذا وضعتْ عنها بظهرِ مفازة ٍ | حقائبُ عنْ أصلابها وسروجُ |
رأيتَ ردافى فوقها منْ قبيلة ٍ | منَ الطّيرِ يدعوها أحمُّ شحوجُ |
فَلَمَّا حَبَا مِنْ خَلْفِنَا رَمْلُ عَالِجٍ | وجوشٌ بدتْ أعناقها ودجوجُ |