يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ | وللمرءِ يبلوهُ بما شاءَ خالقهْ |
وللخلدِ يرجى والمنيّة ُ دونهُ | وَلِلأَمَلِ الْمَبْسُوطِ والْمَوْتُ سَابِقُهْ |
جَعَلْنَ أَرِيكاً بِالْيَمِينِ وَرَمْلَهُ | وزالَ لغاطٌ بالشّمالِ وحالقهْ |
وصبّحنَ بالصّقرينِ صوبَ غمامة ٍ | تَضَمَّنَهَا لَحْيَا غَدِيرٍ وَخَانِقُهْ |
وَأمْسَتْ بأطْرَافِ الْجَمَادِ كَأنَّهَا | عَصَائِبُ جُنْدٍ رَائِحٍ وَخَرَانِقُهْ |
وصبّحنَ منْ سمنانَ عيناً رويّة ً | وهنَّ إذا صادفنَ شرباً صوادقهْ |
وَأَسْحَمَ حَنَّانٍ مِنَ الْمُزْنِ سَاقَهُ | طروقاً إلى جنبيْ زبالة َ شائقهْ |
فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التَّنَانِيرِ صَوْبُهُ | تكشّفَ عنْ برقٍ قليلٍ صواعقهْ |
كفاني عرفّانُ الكرى وكفتيهُ | كلوءَ النّجومِ والنّعاسُ معانقهْ |
فباتَ يريهِ عرسهُ وبناتهِ | وَبِتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أيْنَ مَخَافِقُهْ |
وسربالِ كتّانٍ لبستُ جديدهُ | على الرّحلِ حتّى أسلمتهُ بنائقهْ |
وَلَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ | عَشِيَّة َ خِمْسِ الْقَوْمِ والْعَيْنُ عَاشِقُهْ |
وَعَيَّرَنِي الإبْلَ الْحَلاَلُ ولَمْ يَكُنْ | ليجعلها لابنِ الخبيثة ِ خالقهْ |
وَلكِنَّمَا أَجْدَى وَأَمْتَعَ جَدُّهُ | بفرقٍ يخشّيهِ بهجهجَ ناعقهْ |
وَقَال الَّذي يَرْجُو الْعُلاَلَة َ وَرِّعُوا | عَنِ الْمَاءِ لاَ يُطْرَقْ وَهُنَّ طَوَارِقُهْ |
فَمَا زِلْنَ حَتَّى عَادَ طَرْقاً وَشِبْنَهُ | بِأَصْفَرَ تَذْرِيهِ سِجَالاً أيَانِقُهْ |
خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِي الْخَبِيثُ بِأرْضِهِ | فإنَّ الحلالَ لا محالة َ ذائقهْ |
تَنَاوَلَ عِرْقَ الْغَيْثِ إذْ لا يَنَالُهُ | حِمارُ ابْنُ جَزْءٍ عَاصِمٌ وَأَفَارِقُهْ |
إذَا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجَاوَبَتْ | بِهِ وَکطَّبَاهَا رَوْضُهُ وَأبَارِقُهْ |
فَأمْسَتْ بَوَادِي الرَّقْمَتَيْنِ وَأَصْبَحَتْ | بِجَوِّ رِئَالٍ حَيْثُ بَيَّنَ فَالِقُهْ |
فأصبحنَ قدْ خلّفنَ أودَ وأصبحتْ | فِرَاخُ الْكَثِيبِ ضُلَّعَاً وَخَرَانِقُهْ |
فلمّا هبطنَ المشفرَ العودَ عرّستْ | بحيثُ التقتْ أجزاعهُ ومشارقهْ |
وصبّحنَ للعذراءِ والشّمسُ حيّة ٌ | وليَّ حديثِ العهدِ جمٍّ مرافقهْ |
يهيبُ بأخراها بريمة ُ بعدها | بدا رملُ جلاّلٍ لها وعواتقهْ |
فغادرنَ مركوّاً أكسَّ عشيّة ٍ | لدى نزحٍ ريّانَ بادٍ خلائقهْ |
تُعَيِّرُنِي صُهْباً كَأنَّ رُؤُوسَهَا | ذُرَى الأُكْمِ فِيهَا غَضُّ نَيٍّ وَعَاتِقُهْ |
لَهَا فَأْرَة ٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ | كما فتقَ الكافورَ بالمسكِ فاتقهْ |
وَكَانَ لَهَا فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ فَارِسٌ | إذا ما رأى قيدَ المئينَ يعانقهْ |
أجدّتْ مراغاً كالملاءِ وأرزمتْ | بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائِقُهْ |
فما نهلتْ حتّى أجاءتْ جمامهُ | إلى خَرِبٍ لاَقَى الْخَسِيفَة َ خَارِقُهْ |
وأزهرَ سخّى نفسهُ عنْ تلادهِ | حنايا حديدٍ مقفلٍ وسوارقهْ |
فَإنْ يُودِ رِبْعِيُّ الشَّبَابِ فَقَدْ أُرَى | ببطانهِ قدّامَ سربٍ أوافقهْ |
... فما تنفكُّ دلوٌ تواهقهْ | ................ |