أرشيف المقالات

شرف من اختصه الله بفضله وحباه بحسن مثوبته

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
شرف من اختصه الله بفضله وحباه بحسن مثوبته
أي سعادة وأي شرف أعظم من شرف من اختصه الله بفضله، وحباه بحسن مثوبته؟
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 195].
 
تأملْ الحكمةَ من قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾، والثواب كله من الله تعالى!
 
وإنما خصَّهم الله تعالى بثوابِ من عنده تفضيلًا وتشريفًا لهم على غيرهم، فإنَّ الثَّوَابَ إذا كان مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كانَ فِي غَايَةِ الشَّرَفِ، وما كان كذلك كَانَ لَا مَحَالَةَ فِي غَايَةِ الْكَرَمِ وَالْجُودِ وَالْإِحْسَانِ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى أكرم الأكرمين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا ﴾.
[الْأَنْبِيَاء: 84]، خصيصة اختصه الله تعالى بها تشريفًا له وتكريمًا.
 
وهو تفخيم للثواب بعد تعظيمه بقوله: ﴿ ثَوَابًا ﴾، وهو مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ، وَتَقْدِيرُه: لَأُثِيبَنَّهُمْ ثَوَابًا عَظِيمًا مَقْرُونًا بِالتَّعْظِيمِ وَالْإِجْلَالِ؛ لأنَّه مِنْ عِنْدِ اللَّهِ العظيم ذي الجلال.
 
ثم تأمل قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾، وهو تذييلٌ واعتراضٌ يقررُ مضمونَ ما تقدم من تعظيم الثَّوَابِ، كأنه يقول: وهل يكونُ عِنْدَ اللهِ إلا حُسْنُ الثَّوَابِ؟
 
فأي سعادة وأي شرف أعظم من شرف من اختصه الله تعالى بفضله، وحباه بحسن مثوبته؟

شارك الخبر

المرئيات-١