ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ | والدّلِّ والنّظرِ المستأنسِ السّاجي |
والْوَاضِحِ الغُرِّ مَصْقُولٍ عَوَارِضُهُ | والفاحمِ الرّجلِ المستوردِ الدّاجي |
وَحْفٍ أَثِيثٍ عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلٍ | مستفرغٍ بدهانِ الوردِ مجّاجِ |
وَمُرْسِلٍ وَرَسُولٍ غَيْرِ مُتَّهَم | وَحَاجَة ٍ غَيْرِ مُزْجَاة ٍ مِنَ الْحَاجِ |
طَاوَعْتُهُ بَعْدَ مَا طَالَ النَّجيُّ بِهِ | وظنَّ أنّي عليهِ غيرُ منعاجِ |
مَا زَالَ يَفْتَحُ أبْواباً وَيُغْلِقُهَا | دوني ويفتحُ باباً بعدَ إرتاجِ |
حَتَّى أضَاءَ سِرَاجٌ دُونَهُ بَقَرٌ | حمرُ الأناملِ عينٌ طرفها ساجِ |
يَكْشِرْنَ لِلَّهْوِ واللَّذَّاتِ عَنْ بَرَدٍ | تكشّفَ البرقِ عنْ ذي لجّة ٍ داجِ |
كَأنَّمَا نَظَرَتْ نَحْوي بِأعْيُنِهَا | عِينُ الصَّرِيمَة ِ أوْ غِزْلاَنُ فِرْتَاجِ |
بِيضُ الْوُجُوهِ كَبَيْضَاتٍ بِمَحْنِيَة ٍ | في دِفْءِ وَحْفٍ مِنَ الظِّلْمَانِ هَدَّاجِ |
يَا نُعْمَهَا لَيْلَة ً حَتَّى تَخَوَّنَهَا | داعٍ دعا في فروعِ الصّبحِ شحّاجِ |
لمّا دعا الدّعوة َ الأولى فأسمعني | أَخَذْتُ بُرْدَيَّ واسْتَمْرَرْتُ أدْرَاجِي |
وَزُلْنَ كالتِّينِ وَارَى القُطْنُ أسْفَلَهُ | واعتمَّ منْ برديّا بينَ أفلاجِ |
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدمِ أقبلها | خلُّ الكؤودِ هدانٌ غيرُ مهتاجِ |
كأنَّ في بريتها كلّما بدتا | بَرْدِيَّتَيْ زَبَدِ الآذِيِّ عَجَّاجِ |
إنْ تنءَ سلمى فما سلمى بفاحشة ٍ | ولا إذا استودعتْ سرّاً بمزلاجِ |
كَأَنَّ مِنْطَقَهَا لِيثَتْ مَعَاقِدُهُ | بعانكٍ منْ ذرى الأنقاءِ بجباجِ |
وشربة ٍ منْ شرابٍ غيرِ ذي نفسٍ | في كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ الْقَيْظِ وَهَّاجِ |
سقيتها صادياً تهوي مسامعهُ | قَدْ ظَنَّ أنْ لَيْسَ مِنْ أصْحَابِهِ نَاجي |
وفتية ٍ غيرِ أنكاسٍ دلفتُ لهمْ | بِذِي رِقَاعٍ مِنَ الْخُرْطُومِ نَشَّاجِ |
أوْلَجْتُ حَانُوتَهُ حُمْراً مُقطَّعَة ً | من مالِ سمحٍ على التّجّارِ ولاّجِ |
فاخترتُ ما عندهُ صهباءَ صافية ً | مِنْ خَمْرِ ذي نَطَفَاتٍ عَاقِدِ التَّاجِ |
يَظَلُّ شَارِبُهَا رِخْواً مَفَاصِلُهُ | يخالُ بصرى جمالاً ذاتَ أحداجِ |
وَقَدْ أقُولُ إذَا مَا الْقَوْمُ أدْرَكَهُمْ | سُكْرُ النُّعَاسِ لِحَرْفٍ حُرَّة ٍ عَاجِ |
فَسَائِلِ الْقَوْمَ إذْ كَلَّتْ رِكَابُهُمُ | والعيسُ تنسلُّ عنْ سيري وإدلاجي |
ونصّيَ العيسَ تهديدهمْ وقدْ سدرتْ | كُلُّ جُمَالِيَّة ٍ كالفَحْلِ هِمْلاَجِ |
عرضَ المفازة ِ والظّلماءُ داجية ٌ | كَأنَّهَا جُبَّة ٌ خَضْرَاءُ مِنْ سَاجِ |
وَمَنْهَلٍ کجِنٍ غُبْرٍ مَوَارِدُهُ | خَاوي العُرُوشِ يَبَابٍ غَيْرِ إنْهَاجِ |
عافي الجبا غيرَ أصداءٍ يطفنَ بهِ | وذو قلائدَ بالأعطانِ عرّاجِ |
بَاكَرْتُهْ بِالْمَطَايَا وَهْيَ خَامِسَة ٌ | قبلَ رعالٍ منَ الكدريِّ أفواجِ |
حَتَّى أرُدَّ الْمَطَايَا وَهْيَ سَاهِمَة ٌ | كَأنَّ أنْضَاءَهَا ألْوَاحُ أحْرَاجِ |
تكسو المفارقَ واللّبّاتِ ذا أرجٍ | منْ قصبِ معتلفِ الكافورِ درّاجِ |