طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا | منْ أمِّ علوانَ لا نحوٌ ولا صددُ |
فأرّقتْ فتية ً باتوا على عجلٍ | وأعينًا مسّها الإدلاجُ والسّهدُ |
هلْ تبلغنّي عبد اللهِ دوسرة ٌ | وَجْنَاءُ فِيهَا عَتِيقُ النَّيِّ مُلْتَبِدُ |
عنسٌ مذكّرة ٌ قدْ شقَّ بازلها | لأْياً تَلاَقَى عَلَى حَيْزُومِهَا الْعُقَدُ |
كأنّها يومَ خمسِ القومِ عنْ جلبٍ | وَنَحْنُ والآلُ بالْمَوْمَاة ِ نَطَّرِدُ |
قَرْمٌ تَعَادَاهُ عَادٍ عَنْ طُرُوقَتِهِ | منَ الهجانِ على خرطومهِ الزّبدُ |
أوْ نَاشِطٌ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ ألْجَأَهُ | نَفْحُ الشَّمَالِ فَأَمْسَى دُونَهُ الْعَقِدُ |
بَاتَ إلَى دَفءِ أرْطَاة ٍ أضَرَّ بِهَا | حرُّ النّقا وزهاها منبتٌ جردُ |
بَاتَ الْبُرُوقُ جَنَابَيْهِ بِمَنْزِلَة ٍ | ضَمَّتْ حَشَاهُ وَأعْلاَهُ بِهَا صَرِدُ |
مَا زَالَ يَرْكُبُ رَوْقَيْهِ وَجَبْهَتَهُ | حتّى استباثَ سفاة ً دونها الثّأدُ |
حتّى إذا نطقَ العصفورُ وانكشفتْ | عَمَايَة ُ اللَّيْلِ عَنْهُ وَهْوَ مُعْتَمِدُ |
غدا ومنْ عالجٍ خدٌّ يعارضهُ | عَنِ الشَّمَالِ وَعَنْ شَرْقِيّهِ كَبِدُ |
يعلو عهادًا منَ الوسميِّ زيّنهُ | ألْوَانُ ذِي صَبَحٍ مُكَّاؤُهُ غَرِدُ |
بكلِّ ميثاءَ ممراحٍ بمنبتها | مِنَ الذِّرَاعَيْنِ رَجَّافٌ لَهُ نَضَدُ |
ظلّتْ تصفّقهُ ريحٌ تدرُّ لها | ذَاتُ الْعَثَانِينِ لاَ رَاحٌ وَلاَ بَرَدُ |
أصْبَحَ يَجْتَابُ أعْرَافَ الضَّبَابِ بِهِ | مُجْتَازَ أرْضٍ لأُخْرَى فَارِدٌ وَحَدُ |
يهوي كضوءِ شهابٍ خبَّ قابسهُ | ليلاً يبادرُ منهُ جذوة ً تقدُ |
حَتَّى إذَا هَبَطَ الْوُحْدَانَ وانْقَطَعَتْ | عنهُ سلاسلُ رملٍ بينها عقدُ |
صَادَفَ أَطْلَسَ مَشَّاءً بِأَكْلُبِهِ | إثرَ الأوابدِ ما ينمي لهُ سبدُ |
أشلى سلوقيّة ً باتتْ وباتَ بها | بِوَحْشِ إصْمِتَ في أصْلاَبِهَا أَوَدُ |
يدبُّ مستخفيًا يغشى الضّراءَ بها | حتّى استقامتْ وأعراها لهُ الجردُ |
فجالَ إذْ رعنهُ ينأى بجانبهِ | وفي سوالفها منْ مثلهِ قددُ |
ثمَّ ارفأنَّ حفاظًا بعدَ نفرتهِ | فكرَّ مستكبرٌ ذو حربة ٍ حردُ |
فَذَادَهَا وَهْيَ مُحْمَرٌّ نَوَاجِذُهَا | كما يذودُ أخو العمّيّة ِ النّجدُ |
حتّى إذا عرّدتْ عنهُ سوابقها | وعانقَ الموتَ منها سبعة ٌ عددُ |
مِنْهَا صَرِيعٌ وَضَاغٍ فَوْقَ حَرْبَتِهِ | كَمَا ضَغَا تَحْتَ حَدِّ الْعَامِلِ الصُّرَدُ |
وَلَّى يَشُقُّ جِمَادَ الْفَرْدِ مُطَّلِعاً | بِذِي الْنِّعَاجِ وَأَعْلَى رَوْقِهِ جَسِدُ |
حتّى أجنَّ سوادُ اللّيلِ نقبتهُ | حيثُ التقى السّهلُ منْ فيحانَ والجلدُ |
رَاحَتْ كَمَا رَاحَ أوْ تَغْدُو كَغُدْوَتِهِ | عنسٌ تجودُ عليها راكبٌ أفدُ |
تنتابُ آلَ أبي سفيانَ واثقة ً | بفضلِ أبلجَ منجازٍ لما يعدُ |
مُسَأَّلٌ يَبْتَغِي الأْقْوَامُ نَائِلَهُ | منْ كلِّ قومٍ قطينٌ حولهُ وفدُ |
جَاءَتْ لِعَادَة ِ فَضْلٍ كَانَ عَوَّدَهَا | منْ في يديهِ بإذنِ اللهِ منتفذُ |
إلى امرئٍ لمْ تلدْ يومًا لهُ شبهًا | أنثى لهُ كرمًا يومًا ولا تلدُ |
لا يَبْلُغُ المَدْحُ أقْصَى وَصْفِ مَدْحِكُمُ | وَلَمْ يَنَلْ مِثْلَ مَا أدْرَكْتُمُ أَحَدُ |
لا يَفْقِدُ النَّاسُ خَيْراً مَا بَقِيتَ لَنَا | والْجُودُ وَالْعَدْلُ مَفْقُودَانِ إنْ فَقَدُوا |
حتّى أنيختْ لدى خيرِ الأنامِ معًا | منْ آلِ حربٍ نماهُ منصبٌ حتدُ |
أمْسَتْ أُمَيَّة ُ لِلإِسْلاَمِ حَائِطَة ً | وَلِلْقَبِيضِ رُعَاة ً أمْرُهَا الرَّشَدُ |
يظلُّ في الشّاءِ يرعاها ويعمتها | ويكفنُ الدّهرُ إلاّ ريثَ يهتبدُ |