أشتقت وانهل دمع عينك أن
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أشتقت وانهل دمع عينك أن | أضحى قِفاراً من خُلّتي طَلَحُ؟ |
بسابسٌ دارها ومعدنها | تمسي خلاءً وما بها شبح |
إلا عسولٌ أو حاجلٌ نغقٌ | وذو ضباحٍ في صوته بحح |
يضبح فيها شختاً تجاوبه | ـ إذ صاحَ ـ بومٌ روّاغة ٌ ضُبُحُ |
كأنَّه لم يكنْ بِهِ أَحدٌ | فالقَلْبُ من قلبِ من نأى قَرِحُ |
تشوقُهُ عُدْمُلُ الديارِ وما | أشقاه إلاّ الدوارسُ المُصُحُ |
يعتادها كل مسبلٍ لجبٍ | جَوْنٍ رُكامٍ سَحابُهُ رَجُحُ |
قُعْسٌ من الماءِ في غوارِبِهِ | بُلْقٌ صِعابٌ يَرْمَحْنَهُ ضُرُح |
مقعندرٌ في الديار مؤتلقٌ | تكاد منه الأبصار تلتمح |
مؤتلفٌ خِلْتَ في أواخِرِهِ | حداة عيرٍ إذ جلحوا صدحوا |
قد مات غماً أجش مبتركٌ | تنصاحُ منهُ مواقِرٌ دُلُحُ |
فالماء يجري ولا نظام له | له روايا صعوقة ٌ سُحُحُ |
والطيرُ تطفو غَرقى قد أهلكها | رحب العزالي ماصبَّ منسفح |
يزدادُ جوداً والأُكْمُ قد غُمِرتْ | والعون فيها مقامها طفح |
والوَحْشُ أَوْفَتْ على اليَفاعِ وما | لم يوف منها في سيله سبح |
قد نالَ منها البطونَ ذو زَبَدٍ | فكل رفعٍ منهن منتضح |
أشحذ إذ هبت الشمال ، له | سيق ركامٌ فالغيم منسرح |
تلوح فيه لما قضى وطراً | قَوْسٌ حَناها في مُزْنِهِ قُزَحُ |
والأرضُ منهُ جمُّ النبات بِها | مثل الزرابي للونه صبح |
وارتدتِ الأُكْمُ من تَهاويلِ ذي | نورٍ عميمٍ ، والأسهل البطح |
من أربيانٍ تزينه شققٌ | يغبق ماء الندى ويصطبح |
والشومُ كالرِيحِ شَدُّها عَرَضٌ | تجول فيه والعين تنتطح |
أولادها الأرخ حين تفطمها | وغاطِشٌ للرِّضاع مُرْتَشِحُ |
يحوزها كالعزيز عن عرضٍ | يهز روقاً كأنه رمح |
وأنت إن تشأ أَمَّ مرتبئاً | له صعابٌ رواتعٌ لقح |
يَصومُ من حبِّها ويَرْبؤُها | فالبَطْنُ منهُ كأنَّهُ قَدَحُ |
إن رامها لم تقر وامتنعت | منهُ على كلِّ فائلٍ جُرُحُ |
متى تَفُتْهُ في الشدِّ خائفة ً | يدنه منها صلادمٌ وقح |
صَرَفْتُ عنها والطيرُ جارِيَة ٌ | ولست ممن يعوقه السنح |
تحمِلُ كُوري وجناءُ مُجْفَرة ٌ | قنواء عرفاء جسرة ٌ سرح |
أجد أمونٌ كالقبر هامتها | ذات هبابٍ في لحيها سجح |
وفي يَدَيْها من بَغِيها عُسُرٌ | والرجل فيها من خلفه روح |
بها ندوب الأنساع دامية ٌ | يَلوحُ من حَزِّها بِها وَضَحُ |
حز سقاة ٍ حجاج غامضة ٍ | منها على كل جانبٍ متحوا |
لاشيء أنجى منها وقد ضمرت | من بعد بدنٍ إذ بلها الرشح |
يَبُلُّ منها الذِّفْرى ودنَّسَها | من قُنْفذِ الليْتِ حالِكٌ نَتِحُ |
تُمِرُّ جَثْلاً مثلَ الإهانِ على الـ | حاذين يربو في قضبه البلح |
وتارة ً عجزَها تُصيبُ بِهِ | وذائِلاً لَيْسَ فيهِ مُمْتَنَحُ |
إن حل عنها كورٌ يبت وحداً | وصاحباها كِلاهُما طَلِحُ |
فكم وَرَدْنا من مَنْهلٍ أَبِدٍ | أعذبُ ما نستقي به المَلِحُ |
آمل فضلاً من سيب منتجعٍ | إيّاهُ ينوي الثناءُ والمِدَحُ |
أزحت عنا آل الزبير ولو | كانَ إمامٌ سواكَ ما صَلَحوا |
تسوس أهل الإسلام عملتهم | وأنتَ عندَ الرحمنِ مُنْتَصَحُ |
إن تلق بلوى فصابرٌ أنفٌ | وإن تلاق النعمى فلا فرح |
ماضٍ إذا العيس أنسفت وونت | في لَوْنِ داجٍ كأنَّه مِسَحُ |
تصبح عن غب ماأضر بها | والعيس خوصٌ بالقوم تجتنح |
يرمي بعيني أقنى على شرفٍ | لم يؤذه عائرٌ ولا لحح |
يبينُ فيه عِتْقُ الأعاصي كما | يَبينُ يَوْماً للناظرِ الصُّبُحُ |
وآل أبي العاص أهل مأثرة ٍ | غُرٌّ عِتاقٌ بالخير قد نفحوا |
خير قريشٍ هم أفاضلها | في الجد جدٌ وإن هم مزحوا |
أرحبها أذرعاً وأصبرها | صبراً إذا القومُ في الوغى كَلَحوا |
أما قريشٌ فأنت وارثها | تكفُّ مِنْ شَغْبِهِمْ إذا طَمَحوا |
حفظت ماضيعوا وزندهم | أوريت إذا أصلدوا وقد قدحوا |
مناقب الخير أنت وارثها | والحمد ذخرٌ تغلي به ربح |
آليْتُ جَهْداً وصادقٌ قسمي | برب عبدٍ تجنه الكرح |
فهو يتلو الإنجيل يدرسه | من خَشْيَة ِ اللهِ قلبُهُ قَفِحُ |
لابنك أولى بملك والده | وعمه إن عصاك مطرح |
داود عدلٌ فاحكم بسنته | وآل مروان كانوا قد نصحوا |
فَهُمْ خِيارٌ فاعْمَلْ بِسُنَّتهمْ | واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا |