إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ | حقٌّ من الله تفضيلٌ وتشريف |
خليفة ٌ لم يزلْ يجري على مَهَلٍ | أغر تنمي به البيض الغطاريف |
لا يخمدُ الحربَ إلاّ ريثَ يوقدُها | في كل فج لع خيل مسانيف |
يحوي سبياً فيعطيها ويقسمها | ومِنْ عطيّتِهِ الجُردُ السَّراعيفُ |
أخزى طرندة منه وابل برد | وعسكرٌ لم تقدْهُ العُزّلُ الجُوفُ |
مازال مسلمة الميمون يحضرها | وركنها بثقال الصخر مقذوف |
وقد أحاطت بها أبطال ذي لجبٍ | كما أحاط برأس النخلة ِ الليفُ |
حتى علوا سورها من كل ناحية ٍ | وحان من كان فيها فهو ملهوف |
فأهلُها بين مقتولٍ ومُسْتلَبٍ | ومنهُمُ موثَقٌ في القدِّ مكتوفُ |
يا أيها الأجدع الباكي لمهلكهم | هل بأسُ ربِّكَ عن من رامَ مصروفُ؟ |
تدعو النصارى لنا بالنصر ضاحية ً | واللهُ يعلمُ ما تخفي الشَّراسيفُ |
قلعت بيعتهم عن جوف مسجدنا | فصخرها عن جديد الأرض منسوف |
كانت إذا قام أهل الدين فابتهلوا | باتت تجاوبنا فيها الأساقيف |
أصواتُ عُجْمٍ إذا قاموا بِقُرْبتِهِمْ | كما توصت في الصبح الخطاطيف |
فاليوم فيه صلاة الحق ظاهرة ٌ | وصادِقٌ من كتابِ الله مَعْروفُ |
فيهِ الزَبَرْجدُ والياقوتُ مُؤْتلقٌ | والكلس والذهب العقيان مرصوف |
ترى تهاويلَهُ من نحوِ قبْلتنا | يلوحُ فيهِ من الألوانِ تفويفُ |
يكادُ يُعشي بصيرَ القومِ زِبْرجُهُ | حتى كأن سواد العين مطروف |
وفِضّة ٌ تُعجِبُ الرائين بَهْجتُها | كريمها فوق أعلاهن معطوف |
وقُبة ٌ لا تكادُ الطيرُ تبلُغُها | أَعْلى محارِيبِها بالسّاجِ مَسْقوفُ |
لها مصابيحُ فيها الزيتُ من ذَهَبٍ | يُضيءُ من نورِها لُبنانُ والسِّيفُ |
فكلُّ إقبالِهِ ـ والله زيّنَهُ ـ | مبطنٌ برخام الشام محفوف |
في سُرَّة ِ الأرضِ مشدودٌ جوانبُهُ | وقد أحاط به الأنهار والريف |
فيهِ المثاني وآياتٌ مفصَّلة ٌ | فيهن من ربنا وعدٌ وتخويف |
تَمَّتْ قصيدة ُ حَقٍّ غير ذي كَذِبٍ | في حوكها من كلام الشعر تأليف |
قوّمتُ منها فلا زيغٌ ولا أَوَدٌ | كما أقام قنا الخطي تثقيف |