أرقت وصاحباي ببعلبك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرقت وصاحباي ببعلبك | وأَرَّقني الهُمومُ معَ التشكّي |
وهيج شوق محزونٍ عميدٍ | خيالٌ من أميمة هاج ضحكي |
نعمت بها وقلت : عمي ظلاماً | وإنْ أبحتِ أَوْ أزمَعْتِ تَرْكي |
تُنازعُني منَ المكتومِ سِرّاً | وتعلم نفسها أن لست أحكي |
إذا ابتسمت بدا لك أقحوانٌ | أصابَ ندى الدُجُنَّة ِ بَعْدَ رَكِّ |
من الخَفِراتِ خِلْتَ رُضابَ فيها | سُلافَة َ قَرْقَفٍ شِيبتْ بِمِسْكِ |
فقلت لها : بعمرك نولينا | رجاءَ النَّيْلِ بعد المَطْلِ مِنْكِ |
أدُمْيَة َ بِيْعَة ٍ كُسِيَتْ جَمالاً | لَوَيْت، نَعمْ، ذَري الليّانَ عَنْكِ |
وكم من دونها من خرق تيهٍ | ومن رملٍ ومن جبلٍ ودك |
غشيت لها رسوماً دارساتٍ | بأَسْفَلِ لَعْلَعٍ من دونِ أُرْكِ |
تُغيّرُها الرياحُ وكلُّ غَيْثٍ | لهُ حُبُكٌ رِواءٌ بعدَ حُبْكِ |
كأن بحجريته دفاف شربٍ | وغيلاً ضرمت بسيوف عك |
كأنَّ سحابَهُ والبرقُ فيهِ | يهك بهن هكاً بعد هك |
يفرغ وهو منهمرٌ قطوفٌ | على الأطْلالِ سَفْكاً بَعْدَ سَفْكِ |
فلمّا غمَّها بالماءِ أَجْلى | بإقلاعٍ بطيءٍ غيرِ وَشْكِ |
بها العون الأوابد ترتعيها | وعِينٌ كالكَواكبِ غيرُ شَكِّ |
وبيضٌ قد تصيح عن رئالٍ | كأن رؤوسها نتفت بعلك |
تراطن - وهي عجمٌ - أمهاتٍ | وكل خفيددٍ يبري لصك |
تقولُ: أفي سوالِفها انعقادٌ | إذا عَطَفَتْ سوالِفُها بِحَكِّ |
وقفت بها ودمع العين يجري | تحادر لؤلؤٍ من وهي سلك |
ومن يسل الرسوم فلا تجبه | يحن كما حننت بها ويبك |
ولست أبين إلا رسم نؤيٍ | وأَوْرَقَ كالحَمامة ِ بَيْنَ رُمْكِ |
وبِيدٍ قد قطعتُ بِذاتِ لَوْثٍ | ذَمولٍ كالضَّواضِئة ِ المِصَكِّ |
عُذافِرَة ٍ كأنَّ بِذِفْرَيَيْها | كحيلاً قانئاً ومذاب لك |
وتخلط ما أصابت من قتادٍ | ومن علقى ومن سلمٍ بلبك |
على عودٍ تعبد قبل عادٍ | كأن متونه تسبيج شرك |
يرى عن طول ملبسه جديداً | ويَخلُقُ إنْ عَفا كالمُرْمَئِكِّ |