أتصرم أم تواصلك النجود ؟
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أتصرم أم تواصلك النجود ؟ | وليسَ لها وإنْ وصلتك جُودُ |
إذا لا ينتها مطلت ولانت | وفيها حين تَنْزُرُها صُلودُ |
تُشيرُ إلى الحديثِ بِحُسْنِ دَلٍّ | عن الفحشاء معرضة ٌ حيود |
لها وجهٌ كصحنِ البدر فخمٌ | ومنسجرٌ على المتنين سود |
وعينا برغزٍ خرقٍ غريرٍ | وزان النحر واللبات جيد |
ترى فوق الرهاب لها سموطاً | مع الياقوت فصله الفريد |
وأعظمها مبتلة ٌ رواءٌ | وذو عكنٍ وإن طعمت خضيد |
من العين الجوازئ ليس يخزي | محاسنها الرياط ولا البرود |
وقد عَبِقَ العبيرُ بِها ومِسْكٌ | يخالطه من الهندي عود |
وتبسِمُ عن نقيِّ اللون غُرٍّ | لهُ أَشَرٌ ومنهِلُهُ بَرودُ |
شفاءٌ للعميد فلم تنله | وكان بمثله يشفى العميد |
يَراحُ القلبُ ما دامتْ قريباً | وذِكْراها وإنْ شحطتْ تصيدُ |
وعوص الدهر بالإنسان جسمٌ | ولا ينجي من التلف الجدود |
إذا ما المرءُ غالَتْهُ شَعوبٌ | فما للشامتين به خلود |
وكُلُّ منعَّمٍ وأخي شقاءٍ | ومثرٍ والمقل معاً يبيد |
إذا ما ليلة ٌ مرّتْ ويومٌ | أتى يومٌ ولَيْلتُه جَديدُ |
أبار الأولين وكل قرنٍ | وعاداً مثلما بارت ثمود |
ولا ينجي من الآجال أرضٌ | يُحَلُّ بِها ولا القَصْرُ المَشيدُ |
وما لابد منه سوف يأتي | ولكن الذي يمضي بعيد |
وَجَدتُ الناسَ شتّى شيمتاهُمْ | غوي والذي يهدى رشيد |
مُريدُ الذمِّ مذمومٌ بخيلٌ | ومعطي المال منتجبٌ حميد |
يُراحُ إلى الثناءِ له ثناءٌ | على مَهلٍ إذا بَخِلَ الزهيدُ |
وخير الناس في الدنيا صنيعاً | على العلات متلافٌ مفيد |
فصاحِبْ كلَّ أروعَ دهثميٍّ | ولا يَصْحبْكَ ذو الغَلَقِ الحديدُ |
يرى ما نال غنماً كل يومٍ | صفاة ٌ حينَ تَخْبُرُهُ صَلودُ |
وشرُّ مُصاحَبٍ خُلُقٌ قَسِيٌّ | ونعم الصاحب الخلقُ السديد |
ووصل الأقربين سبيل حق | وقطع الرِّحْمِ مُطَّلَعٌ كؤودُ |
إذا ما الكَهْلُ عُوتبَ زادَ شرّاً | ويُعْتِبُ بعدَ صبْوتِهِ الوليدُ |
يغيض الأكثرون حصى رجالٍ | ويثرى بعد قلته الوحيد |
ويُعطى المرءُ بعد الضَّعْفِ أَيْداً | ويَضْعُفُ بَعْدَ قُوَّتهِ الشديدُ |
ويصرع خصمه ذو الجهل يوماً | ويَبْطُرُ عندَ حُجّتهِ الجَليدُ |
ولا ينجي الجبان حذار موتٍ | ويبلغ عمره البطل النجيد |
وطَلاّبُ التِّراتِ بها طلوبٌ | ذكيٌّ لا يحالفه الهجود |
وشرُّ مُطالبِ الأوتارِ نِكْسٌ | من الأقوام جثامٌ لبود |
فما بالي وبالُ بني لَكَاعٍ | عليَّ لهم إذا شبعوا فديد |
إذا ما غِبْتُ عنهم أوعدوني | وأي الناس يقتله الوعيد ؟ |
متى ما يسمعوا رزي يدينوا | كما دانت لسيدها اليهود |
لهُ من مدِّ عافية ٍ ورُودُ | مخافة أن أجدعهم سجود |
بهرتهم وأفحم ناطقوهم | كما بهر المحملة الصعود |
تفادَوْا مِن خُبَعْثِنَة ٍ هموسٍ | تُبوِّلُ من مخافتهِ الأُسودُ |
هريت الشدق يقعص كل قرنٍ | على كتفيه من لبدٍ لبود |
دقيقِ الخصرِ رحْبِ الجوفِ شَثْنٍ | كأن أخا تواليه عمود |
وليسَ يَعيبني إنْ غِبْتُ إلاَّ | دعي أو دحيقٌ أو حسود |
نفى عنّي العدوَّ قُراسياتٌ | قرومٌ من بني شيبان صيد |
فمنهُمْ حينَ تَنْتَطِحُ النواصي | إذا ذكر المآثر والعديد |
فمفروقٌ وحارثة ُ بن عَمْروٍ | هما الفرعانِ مجدُهما تليدُ |
وساد الهانئان بني نزارٍ | ومن يُحلُلْ بأرضهما مَسُودُ |
وبِسطامٌ تغمَّطَ والمثَنّى | بهِ فُضَّتْ من الفُرْسِ الجُنودِ |
وعوف المأثرات وكل عهدٍ | وَفيٌّ حينَ تُنتقضُ العهودُ |
وذو المانا أبو حرب بن عوفٍ | معاذته تفك بها القيود |
وكان الحَوْفَزانُ شِهابَ حَرْبٍ | رئيس الناس متبعاً يقود |
وفكّاكُ العُناة ِ أبو ثبيتٍ، | يزيدُ بعدَه منّاً يزيدُ |
وعُدَّ أبا الوجيهة ِ في نُجومٍ | نجومٍ جمّة ٍ تلك السُّعودُ |
قبيصَة ُ وابن ذي الجَدّين منهم | وأشرسُ والمجبّة ُ والشريدُ |
وعمرو والأغن عميد حي | وكلٌّ في أرومته عميد |
وسادَ ابنَ القُريمِ وكان قَرْماً | أخا حربٍ يشب لها الوقود |
وحمال المئين أبو حماسٍ | أناب بها إذا ضلع اللهيد |
وجادَ ابنُ الحصينِ وكان بَحْراً | وللهزهاز عند الجهد جود |
ومصقلة ُ الذي أجدى وأعطى | |
به عتقٌ لسامة بعد رقً | إذ ابطت عن فكاكهم الوفود |
جُلودُهُمُ من العَثَراتِ مُلْسٌ | نقياتٌ إذا دنس الجلود |
أولئكَ أُسرتي سأذودُ عنهم | إذا ما خامَ عنهمْ منْ يَذودُ |
بِغُرٍّ من قَوافٍ نافِذاتٍ | جوارحَ في الصُّدورِ لَها خُدودُ |
فشعري كله بيتان : بيتٌ | أثقِّفه، وقافية شَرودُ |
وإني حاكمٌ في الشعر حكماً | إذا ذكر القوافي والنشيد |
فخيرُ الشِّعرِ أَكْرَمُهُ رِجالاً | وشر الشعر ما نطق العبيد |
شُهودي الناسُ أنْ قد قلتُ حقّاً | وكانَ الحقُّ يوجِبُهُ الشُّهودُ |