أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها | واعتاد نفسَكَ ذِكْرُها وسَقامُها |
ورأت سهامك لم تصدها فالتوت | واخْتَلَّ قلبُكَ إذ رَقَتْك سِهامُها |
وغَدَتْ كأنَّ حمولَها وزُهاءَها | سحق النخيل تفيأت أكمامها |
فاشتقت إذ شطت وهاج كآبتي | ذكرى ونفسي شفني تهمامها |
وذَهابُ همّي وَصْلُ من عُلِّقْتُهُ | وَهْنانة ً يَشْفي السقيمَ كَلامُها |
يُربي على حُسْنِ الحَوابي حُسْنُها | ويزيدُ فَوْقَ تَمامِهِنَّ تَمامُها |
تخطو على برديتين بغابة ٍ | ممكورتين فما يزول خدامها |
رُودٌ إذا قامتْ تداعى رَمْلَة ٌ | ينهال من أعلى الكثيب هيامها |
فَوِشاحُها قَلِقٌ وشبَّ سُموطَها | نَحْرٌ عليهِ سُموطُها ونِظامُها |
ولها غدائر قد علون مآكماً | يغذى العبير أثيثها وسخامها |
ولها كهمك مقلتان ، وسنة ٌ | وبِها يضاءُ من الدجى إعْتامُها |
صفراءُ تُصْبِحُ كالعَرارة ِ زادَها | حسناً - إذا ارتفع الضحاء - منامها |
تجلو بأفنانٍ أغر مفلجاً | يجري عليهِ أَراكُها وبشَامُها |
ريقاً يرفُّ كالاقْحُوانِ أصابَهُ | من صَوْبِ غادية ِ الربيعِ رِهامُها |
وكأن مسكاً أو شمولاً قرقفاً | عَتَقَتْ وأَخْلَقَ بالسنينَ خِتامُها |
يشفى بنفحتها وريح سياعها | عند الشروب من الرؤوس زكامها |
شِيبَتْ بكافورٍ وماءِ قَرَنْفُلٍ | وبماء موهبة ٍ يسح فدامها |
يجري على أنيابها ولثاتها | لما تكور وانجلى اعتامها |
وتريك دلاً آنساً وتقتلاً | ويزين ذاك بهاؤها وقوامها |
فرعاً مقابلة ً فلا تخزى بها | وهي التي أخوالها أعمامها |
وهي التي كملت تشبه دمية ً | أو دُرَّة ً أَغْلى بها مُسْتامُها |
وعدت عداتٍ حال دون نجازها | صَرْفُ الليالي بعدَها أَيامُها |
فنأتك إذ شطت بها عنك النوى | وعفا لها دمنٌ وباد مقامها |
مر الدهور مع الشهور تنوبها | ومن الرياح لقاحها وعقامها |
غَرْبَلْنَها ونَخَلْنَ أَلْيَنَ تُرْبِها | وجلالها لما استثير قتامها |
تربٌ تعاورها عواصف أربعٌ | عفى معارف دمنة ٍ تقمامها |
خَمْساً تَعفّيها وكلُّ مُلِثَّة ٍ | ربعية ٍ أنفٍ أسف غمامها |
دَلَفَتْ كأَنَّ البُلْقَ في حَجَراتِها | وحنين عوذٍ بعده إرزامها |
غَرِقَ الرَّبابُ بِها وأبطأ مَرَّها | أحمال مثقلة ٍ ينوء ركامها |
حتى إذا اعتمت ومات سحابها | حَفَشَ التِّلاعَ بَثجِّهِ تَسْجامُها |
ووهت مبعجة ً تبعج عظمها | لما تزيد وادلهم جهامها |
والماء يطفح فوق كل علاية ٍ | ويزيدُ فيه وما يني تَسْجامُها |
حتّى إذا خَفَّتْ وأَقْلَعَ غيمُها | لَبِسَتْ تهاويلَ النَّباتِ إكامُها |
والنَّقْعُ والرَّيّانُ جُنَّ نَبَاتُهُ | مُسْتَأْسِداً وَزَها الرياضَ تُؤامُها |
وضعتْ بهِ أُدمُ الظِباءِ سخالها | عُفْرٌ تعطّفَ حولَها آرامُها |
وَتَرى النِّعاجَ بِها تُزجّي سَخْلَها | رُجْناً يَلوحُ على شَواها شامُها |
وترى أداحي الرئال خوالياً | منها سوى قَيْضٍ يجولُ نَعامُها |
صُحْماً يطيرُ عَفاؤها وكأنَّها | شوه الحواطب رعبلت أهدامها |
ومجال عونٍ ما تزال فحولها | |
فإذا أضرَّ بِعانة ٍ صَخِبَ الصُّحى | جَأْبُ النُّسالة ِ لم يَقِرَّ وِحامُها |
صَرَحَتْ تَوالِيها وهاجَ ضَغائِناً | وَعَداوة ً ما حُمِّلت أَرْحامُها |
سكنت بدارٍ ماتبين آيها | كانت بهن قبابها وخيامها |
فتركتهن وما سؤالي دمنة ً | عِنْدَ التحيّة ِ لا يُرَدُّ سَلامُها؟ |
واجتبت تيهاً ماتني أصداؤه | تزقو ، وغرد بعد بومٍ هامها |
عَذْراءُ لا إنسٌ ولا جِنٌّ بِها | وَهْي المَضِلَّة ُ لا تُرى أعلامُها |
خلفتها بجلالة ٍ عيدية ٍ | مَضْبورة ٍ يَبْني القُتودَ سَنامُها |
عَيْساءُ تغتالُ الفِجاجَ بِوُقَّحٍ | تنفي الحصى ويرضُّهُ تَلْثامُها |
بعنطنطٍ كالجذع منها أسطعٌ | سامٍ يمد جديلها وزمامها |
فإذا مشت مقصورة ً زافت كما | يجتاز أعظم غمرة ٍ عوامها |
وكأن أخطب ضالة ٍ في شدقها | لمّا عَمى بعدَ الدؤوبِ لُغامُها |
ويصيب بعد القادمين زميلها | ريان ناعم نبته إعقامها |
كانت ضِناكاً فاستحلتُ سمينَها | حتّى تلاءَمَ جِلدُها وعِظامُها |
وتركتُها مثلَ الهلالِ رَذِيّة ً | وكأنّما شكوى السَّليمِ بُغامُها |
تنوي وتنتجع الوليد خليفة ً | يعُنى بذلك جُهْدُها وجِمامُها |
ملكٌ أغر نمى لملكٍ كفه | خيرُ العطاءِ بُدورُها وسَوامُها |
تندى إذا بخل الأكف ولاترى | تعلو براجم كفه إبهامها |
وهو الذي يمسي ويصبح محسناً | شَتّى لهُ نِعَمٌ جَدا إنعامُها |
وإذا قُريشٌ سابَقَتْك سَبَقْتَها | بقديم أولاها وأنت قوامها |
وإذا قناة المجد حاول أخذها | فَبِطولِ بَسْطَتِهِ تَبُذُّ جِسامُها |
أنت الذي بعد الإله هديتها | إذْ خاطرتْكَ بِأَقدُحٍ أقوامُها |
فورثت قائدها وفزت بقدحها | وخصمت لداً لم يهلك خصامها |