ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما الناس إلا في رماقٍ وصالح | وما الدهر إلا خلفة ٌ ودهور |
مراتب أما البؤس منها فزائلٌ | وكل نعيمٍ في الحياة غرور |
هو الشَرُّ لا يَبْقى ، ولا الخيرُ دائمٌ | وكلُّ زَمانٍ بالرِّجالِ عَثُورُ |
متى يختلف يومٌ عليك وليلة ٌ | يَلُحْ منهما في عارِضَيْكَ قَتيرُ |
جديدانِ يَبْلى فيهما كلُّ صالحٍ | حثيثان هذا رائحٌ وبكور |
وأَعْلمُ أَنْ لا شَيْءَ يَبْقى مُؤمَّلاً | خلا أَنَّ وجهَ اللهِ ليس يَبورُ |
وما الناس في الأعمال إلا كبالغ | يبني ، ومنبت النياط حسير |
فمستلبٌ منه رياشٌ ومكتسٍ | وعارٍ ، ومنهم مترب وفقير |
وباكٍ شجاً، وضاحكٌ عِنْدَ بَهْجَة ٍ | وآخر معطى ً صحة ً ، وضرير |
وكل امرئٍ إن صح أو طال عمره | إلى ميتة ٍ لابد سوف يصير |
يُؤمِّلُ في الأيّام ما ليس مُدرِكاً | وليس له من أن ينال خفير |
وإنَّ نماءَ الناس شَتّى وزَرْعُهمْ | كنبْتٍ، فمنهُ طائلٌ وَشَكيرُ |
فَأَحْكَمَني أنْ أَقْرَبَ الجهل عِبْرة ً | ليالٍ وأيامٌ مضت وشهور |
أُضاحكُ أعدائي وآدو لِسُخطِهِمْ | وغُرٍّ كرامٍ مُحَصناتٍ يقودُها |
كما ربما حاولت أمراً بغيره | فأَدْرَكْتُهُ وذو الحِفاظِ وَقورُ |
وأكل لئام الناس لحمي وقرصهم | ونجواهم خطبٌ علي يسير |
فأَنَّ امرَءاً أبدى الشَّناءة َ وجْهُهُ | فإنّي بعوْراتِ العدوِّ بَصيرُ |
رَمَيْتُ فأقصْدتُ الذي يَسْتَنيصُني | بغر أبرت ما تزال تعبر |
وأعلم لحن القول من كل كاشح | وإنّي بما في نفسِهِ لخبيرُ |
ألا رب ناهٍ عن أمورٍ وإنه | بأيِّ أُمورٍ مثلِها لَجَدير |
وما الناس في الأخلاق إى غرائزٌ | كما الشعر منه مصلدٌ وغزير |
لمنكح لؤمٍ ضيعة ٌ ومهور | |
وضرُّكَ من عاديتَ أَمْرُ قِواية ٍ | وحزمٍ ، وضر الأقربين فجور |
وقيلُكَ قد أبصرتُ شيئاً جَهِلْتَهُ | الذي حنقٍ عند الحمية بر |
وكيف تُسِرّ الفخرَ في غير كنههِ | وفي أنفس الأقوامِ أنتَ حقيرُ |
وكائن ترى من كامل العقل يزدرى | ومن ناقصِ المعقولِ وَهْو جَهيرُ |
ومنهم قصيرٌ رامَ مَجْداً فنالَهُ | وآخرُ هَيْقٌ في الحِفاظ قصيرُ |
ومن طالبٍ حَقّاً بِفُحْشٍ يفوتُهُ | ومدركه بالحق وهو ستير |
ومُنتحلٍ شِعْراً، سِواهُ يقولُهُ | وقائل شعرٍ لا يكاد يسير |
وَقَدْ يَصْبِرُ المِهْلاعُ لا بدَّ مَرّة ً | ويَجْزَعُ صُلْبُ العودِ وهو صَبورُ |
وإني لأبري العيس حتى كأنها | مِنَ الجَهْدِ من طَيِّ التَّنائفِ عُورُ |
وأكتُمُ سِرَّ النفسِ حتّى أُميتَهُ | ولَيْسَ لِمَنْ يُحيي السريرَ ضميرُ |