تسعون موعظة وحكمة من الكتاب النادر (صبا نجد) لابن الجوزي
مدة
قراءة المادة :
16 دقائق
.
تسعون موعظة وحكمة من الكتاب النادر (صبا نجد) لابن الجوزي
1- يا هذا، جَدَّ العارفون وَهَزَلْت، وصعدوا في طلبِ المعالي وَنَزَلْت.
قنعوا من الدنيا بالبَر والبِر والبُر.
٢- يا مَنْ باعَ كل شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكلِّ شيء.
٣- السَّحَرُ ربيعُ الأحباب، وريح الريح عبير، إذا جالت رياح الأسحار في صحراءِ التعبُّد، حملت أرايح أزاهير القلوب.
٤- أين مَنْ كان يدور في دُوركم، ولا يقتصرُ على مثل قصورِكم، مروا على سَنَنِ غروركم، ثم أضحوا لعِبَ الدهرُ بهم.
٥- ويحك، شحم المُنى ورمٌ، وشرابُ الأملِ سرابٌ.
٦- يا هائمًا في بيداء الهوى، ليس الطريق كذا، إلى متى على غير الجادة؟! يا طول سفر الضُّلَّال!
٧- كل نَفَسٍ من أنفاسك جوهرةٌ يمكن أن تشتري بها خلود الأبد، في جوار الأحد، فإخراجُها في الغفلة خسرانٌ مبين، وإنفاقها في المعصية هلاكٌ ظاهر.
٨- تأمَّل عيبَ الهوى وقد هان التَّرك.
٩- من قبَّل فم اللذة، عضته أسنانُ الندامة.
١٠- تالله ما يُساوي النصاب خجل الفضيحة، فكيف بألم القطع؟!
11- يا من كعَّت[1] النصائح عن إصلاحه، حتى يئست من فلاحه، فقال اللاحي له: لا حيلة، كم قد هتف بك عقد نقضته! كم قد صاح بك عهد أضعته!
١٢- نهارك بالذنوب مُظلِم، وليلك بالغفلة عِظْلِم[2]، ونِعمُنا عليك كالسيل الجُحَاف[3]، وذنوبُك أكثر من العَقَنْقَل[4]، بِفِيكَ الكَثْكَثُ[5]!
١٣- إلى متى تقع سياطُ التوبيخ في ظهر التفريط وما تُسمَع أَنَّةُ معتذر؟!
١٤- آهٍ لِحَجَرِ قلبٍ تَعجِز عنه عصا موسى، ولِكَمَهِ بصيرةٍ لا تُصلحه رُقى عيسى!
١٥- متى يُقال: تاب فلان، زُجر فلان، وُعظ فلان؟!
١٦- إلى متى تَشْرُدُ عن مؤلفك، وتنفر عن تآلفك؟! يسترك وتعصي، ويُدْنيك وأنت لنفسك تُقصي، لَحَى اللهُ من لا ينفع الودُّ عنده.
١٧- يا عبدَ شهوته، يا مملوكَ لذَّته، يا أسيرَ بطالته، يا قتيلَ غفلته،﴿ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ ﴾ [يوسف: 39]؟!
١٨- ويحك، استنفرْ جنودَ عزمِك؛ فقد كبس[6] الأعداءُ حريمَ[7] قلبك، قُم في الدجى على قدمِ الاعتذار؛ لعل نَفَسَ أسفٍ، ينسف ما قد سلف.
١٩- ليس للمذنبين شفيعٌ مثل البكاء؛ دموع آدم أثمرت: ﴿ فَتَلَقَّى ﴾ [البقرة: 37]، وبكاء داود أثمر: ﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ﴾ [ص: 25].
٢٠- كيف لا يقلقُ من قيلَ قبلَ تكليفِه: (هؤلاء في النار ولا أبالي)؟! ظاهرُ حالنا اليأس، إلا أن بروقَ الأمل تروق[8].
٢١- إن الدنيا قد أظهرت غُيوبَها، وكشفت للنواظر عيوبَها، تَختِل[9] لتقتل، وتصحبُ لتسحب، وتسمحُ لتذبح.
22- يا من كلما علَتْ سنُّه نزَل، وكلما جَدَّ الزمانُ في وَعْظِه هَزَل، أودى كل ما عندك من أدواتك، وصار الضعفُ ضعفًا في جميع ذاتك، نسيتَ جمْع الرَّحل للرَّحيل، أوَ ما تعلم أنه قد بقي القليل؟!
23- الحبُّ غديرٌ في صحراء ليس عليها جادة، فلهذا قلَّ واردُه.
٢٤- من رحل يطلب بلادَ الأملِ، مات قبل انقضاءِ السفر.
٢٥- يا هذا، اصعد من حظيظ البطالة إلى نشر حضيض الجد[10]، وقد لاح وادي الفوز.
٢٦- ويحك، رسائل: (هل من سائلٍ؟) تُبعث إليك، نفحات العفو تتعرض لك، وأسبابُ المصالحة تصيح بك:
تعالَ نُجدِّدُ عهدَ الوصَالِ ♦♦♦ ونصفحُ في الحُبِّ عمَّا مَضَى
٢٧- إخواني، تفكروا في عبثِ البلى بإخوانكم، واحذروا الإيثاق بقَرَن أقرانكم، وانظروا قبل فَقْدِ النظرِ لإصلاح شأنكم، وقد شاهدتم بعيانِكم سَلْبَ أعيانكم.
٢٨- إخواني، البدارَ البدارَ؛ فإن أَكُفَّ الأنفاسِ تنهبُ الأعمار.
٢٩- يا من قد رماه الأمل في هوة الكسل، المنتظَر ما رأيتَه، ووقعْتَ في السرداب، ويحك، كلما علت سنُّك، وقعت آجُرَّةٌ من حائط عمرك، ولا بد يومًا أن يهوي وأنت تحت الهدم.
٣٠- ويحك، اقتطفْ من الثمار ما دنا، واختطف من النِّثار ما قَرُب منك، فأما الرضا بالكسل، فشغلُ المخانيث.
٣١- عليك يا مُسرف مُشرف.
٣٢- كانوا يراقبون الكلمات، ويحرسون النظرات، فإن لاحتْ فضيلة فلهم وثَبَات، وإن لاحت خديعة فلهم ثَبات.
٣٣- يا هذا، تجافَ[11] الملاذَّ بالمَلاذِ[12]؛ فعاقبتُها وخَم.
٣٤- من القبيح أن تحتمي عن المطاعم ليصحَّ البدن، ولا تحتمي عن الخطايا ليسلم الدين.
٣٥- ويحك، ما خُلِقْتَ للدنيا؛ إنما هي معبر، رفيقك قيسي وأنت يماني.
٣٦- ويحك، ما أكلته فلجسمك، وما تصدَّقت به فلروحك، وما خلَّفْته فلغيرك.
٣٧- إخواني، العروسُ تلبس عند العُرسِتحتَ الثيابِ شعارَ الخوف من الرد، وفوق الثياب حلة الانكسار، وحمرة الخجل تغنيها عن الحمرة؛ لأنها لا تدري علامَ تُقدم، فكيف يسكُن من لا يعرف العواقبَ؟! ولا حيلة سوى التضرع، ولا ملجأ غير القلق.
٣٨- الفقيرُ الصادقُ شديدُ الأنفةِ من المِنن، فتجتمع عليه منةُ المُعطي والأنفة فيشتفي منه الجوع، من فتَّ لِفِيكَ، فَتَكَ فيك[13].
39- المتيقظُ يذكر لبس الكفنِ فلا يلذ لهُ ملبس، ويتفكَّرُ في سكراتِ الموت فلا يطيبُ له مطعم، ويتصور قربَ الأجلِ فلا يطمئن به منزل.
٤٠- تَحسبُ ساعاتِ المرضِ، وتَنسى أيامَ السلامة، إذا نزلت بك بلية عددتها قميص عثمان[14]، ويحك، ارفع عليها دُرَّة عمر[15]، هيهات ما لكل أحد ذكاء إياس[16]، الجزعُ لا يَرُدُّ الفائتَ، ولكن يسرُّ الشامتَ.
٤١- إخواني، اخرجُوا إلى صحراءِ المبارزة مع الشجعان، فإلى كم في الخيم مع الخَوالِف؟! لما حمي الوطيس في الحرب ميَّز المحبون بين قطع الأوصال وقطع الوصال، فنادى منادي الشرع: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ﴾ [النحل: 96]، فاضربوا على صفقة التسليم، تلمَّحُوا رضا الحبيب في حملِ البلاءِ، فَحَلا لهم المُرُّ لمَّا عاينوا المُبتلِي بقلوبهم.
٤٢- إخواني، رحل العُبَّاد، وانتقل الزهَّاد، وبقيَ قرناءُ الوسادِ، ومَن همه ملءُ المزاد.
٤٣- راحةُ الخلقِ بالليلِ النومُ، وراحةُ القومِ السهرُ، وملاقاة الليل لهم قميص يوسف في أجفان يعقوب، ينقضي الليل عنهم وما قُضي لهم وطر.
٤٤- يا منفقًا بضائعَ النعمِ في مخالفة المُنعِم، ليس في أعدائك أكثر أذًى لك منك، لو نودي عليك في سوق البيع بشرح صفاتك ما اشتُريتَ بفلْسٍ.
٤٥- كيف يَحسُنُ في شرعِ المحبة نومٌ بين ترغيب: (هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟)، وتوبيخ: (كذبَ مَنِ ادَّعى محبتي، فإذا جَنَّ الليلُ نامَ عني) [17].
٤٦- طعامُ العاجلةِ لذيذٌ، لكنه يُوجب التخم، وشراب الهوى حُلْوٌ لكنه يُورث الشَّرَق.
٤٧- من تذكرَ خنقَ الفخِّ، هانَ عليه تركُ الحبة.
٤٨- شهواتُ الدنيا سنانير، مقصودها صيد العقل، فأما طيور[18] الطمع، فكلها في الفخ.
٤٩- يا غريقًا في بحر الهوى لا يُحسن السباحة، كم يدور حولك مركبُ نصيحة يناديك أهله: ﴿ ارْكَبْ مَعَنَا ﴾ [هود: 42]!
٥٠- واعجبًا، كلما صعد سنُّك نزَلت فطنتك، تستوثق من خيمة الإقامة بِوَتد وقد ضُرب بوق الرحيل؟!
٥١- من لم يعتبر بالأيام، لم يرتدع بالملام.
٥٢- طريقٌ طويلٌ ولا زاد، وتقصير كلما جاء زاد.
٥٣- يا هذا، أنت تعاملُ الخباز والبقال مدة، فإذا جلسْتَ تحاسبهما استكثرت ما قد حصل عليك، وقلت: أي وقت اجتمع هذا كلُّه؟! فكيف بك إذا تُليت عليك صحائف أعمالك: ﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾ [المجادلة: 6]؟ ستدري من يذرف دمع الأسى إذ يلتقي كلُّ ذي دَين وماطلُه، إن عُدَّت عليك ذنوبُك، عَدَت[19] عليك.
٥٤- امددْ يدَ الاعتذار، وتشبَّث بأذيالِ الأسحارِ، وَصِحْ في صحراء الاستغفار:
ها قد غضبتُ على نفسي لأجلكمُ ♦♦♦ حتى جفَوْتُ حياتي بعد جفوَتِكم
٥٥- نكِّسْ رأسَ الأسَف، واندبْ ما قد سلف، واهجم هجوم الكذابين؛ لعل الانكسار ينفع.
٥٦- يا مَنْ كان له شرْبٌ في المحبة فتكدَّر، يا من كانت له جادة مستقيمة فتعثَّر، انتدبْ للندب على ما أصابك، واقرعْ نابَك أسفًا لِما نابك!
٥٧- عينُك تدور على المحرَّماتِ كأنه قد ضاع منك شيء، ورواحلُ همِّك في الهوى ما تحل لها قَتَبًا[20]، كل هذا في طلب الفاني.
٥٨- الحرم أمانات وودائع، والمواعظ تنادي: رُدُّوا ما أخذتم ما دام العمرُ باقيًا، فمن وُجدت عنده خيانةٌ بعد انقضاء الأجل، فقد حلَّ للعقاب دمُه.
٥٩- من تفكَّر في ثوابِ البلاءِ هانَ عليه الصبر، ومن نظر في عواقب الدنيا سهُل عليه الزهد.
٦٠- ماء التلف يجزُر أمَدَ العمر، فإذا انتهى جاء المَدُّ، فتهيَّأ للرحيل؛ فربما أتى على غفلة.
٦١- لا يتم الزهد إلا بقصر الأمل، فإنه مَن ظن إذا أصبح أنه لا يُمسي، سَهُل عليه صبْرُ يوم.
٦٢- أين القوم؟! رحلوا وفاتوا، ونحن مُتْنَا وهم ما ماتوا.
٦٣- يا مُنحرفًا عن جادة الصواب، ثمنُ السلامة الاستقامة، استقامة الألف جعلته أولًا، ثم هو منتصبٌ قُدِّم أو أُخِّر، ما هذا التعريج عن جادة الهدى؟! ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود: 112]، اتقِ زوبعة هواك؛ فإنها إذا ثارت سَفَتْ[21] في عين بصيرتك؛ فلم تَر الجادة.
٦٤- يا مَنْ كلما عاهدَ غدر، وكلما عاقد نقض، وا أسفًا على وَفاة الوُفاة!
٦٥- ما تفي لذَّةُ الخيانة بمرارة الجناية، كم ذاق آدم غصةً بعد تلك اللقمة!
٦٦- إخواني، تذهبُ اللذة ويرسب الأسف، ويبقى عضُّ اليدين على قُبح ما سلف.
٦٧- يا من كانت له معاملةٌ فأفلس، يا من صاحب المتقين ثم تعكَّس، كم حسرة في طي المنى! كم قلق في ضمن الأسى!
٦٨- يا متشبهًا بالزهاد في ثيابه وسمْتِه، لا في ثباته ووقته، ما عندك من الرهبانية إلا بناء الصومعة، تأوي إليك فيها لصوصُ التصنع، وعند المحكِّ يَبِينُ الذهبُ من الشَّبه.
٦٩- أين العباد؟! أين المخلصون؟! أين من كان يستر طاعته ويصون؟! لا إله إلا الله، وقع القحطُ في الرجال.
٧٠- قال لي قائلٌ: ما لي أراك طولَ النهار وحدك؟! ولمَ تكره لقاء الناس؟!
فقلت: إذا دخلوا عليَّ، نفضوا غبارَ أوعيتهم في صفاءِ مرآتي، فأتعبُ في التنظيف، ولولا كراهة الدعوى لقلتُ: وقعتُ بكنز فسترته عن أقوامٍ، جاهلُهم عاذل، وصادقهم رقيب، وأبغضُ الخلق إلى المحب العذَّال والرُّقباء.
٧١- من عرف قدر ما سُلب قلق، ومن ذاق طعم الوصال ثم هُجِر تلف.
٧٢- إخواني، تعالوا نندب الذنوب السالفات، والطاعات الفائتات، ونبكي على كل قلب كان حيًّا فمات، انقطعنا في البيداءِ والقومُ في عرفاتٍ.
٧٣- أين الأسى على الضائعِ؟! أين الأسف على الفائت؟!
٧٤- ما ألذَّ كؤوسَ المناجاةِ! ما أرقَّ شراب المصافاةِ! ما أطيبَ أيام الوصال! ما أحسن ديار الإقبال! ما أحلى حديث الأسحار! ما أعجب ألفاظ الاعتذار!
٧٥- يا من عليه صورة التعبد وليس عليه وجدان العبادة:
وَقَدْ يتزيَّا بالهوى غيرُ أهْلِه!
٧٦- لولا أملُ الوصالِ، ما ثبتت أرواح المهجورين، الخوف يُؤيس، لكن الرجاء يؤنس.
٧٧- المحبون يهربون إلى العزلة هَرَبَ الحوت إلى الماء، فالذِّكْر قوتُهم، والخلوة حلواهم.
٧٨- نسيم الدجى حمَّالُ رسائل ومُعيد الجواب، إذا تحرَّكَ نسيمُ السَّحَرِ، عمَّ الرَّوْحُ كلَّ رُوحٍ.
٧٩- يا مَنْ كان له في طريقهم قَدَم، ابكِ اليوم من الندم، رافِق رفيق الأسى، ونكس رأسَ من أسى، وسُفَّ رياح آثارهم، وارشف تراب ديارهم.
٨٠- أيها العبد، إن رأيك لا يتسع لكل شيء، فَفَرِّغْه للمهم، وإن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك، فاملأهما بأعْودهما عليك، واعلم أن المحسن حيٌّ وإن مات، وأن المسيء ميت وإن كان في الحياة.
٨١- إخواني، من لاح له كمالُ الآخرة، هانَ عليه فراق الدنيا، من قوي عشقه لأجنبية، طلَّق ربة البيت، إذا لاح للباشق صيدٌ، نسي مألوف الكف.
٨٢- إخواني، من طلب الحسناء أغلى مهرها، ومن أراد الآخرة سَعى لها سعيها.
٨٣- معدنُ الذهبِ لا يكون إلا في مفازةٍ، وسامي المطلبِ لا يُدرك إلا بمخاطرة، ومن أراد عظيمًا خاطر بعظيمةٍ.
٨٤- لولا سهرُ العيونِ ما طرقَ الأسماعَ مديحةُ: ﴿ تَتَجَافَى ﴾ [السجدة: 16]، لولا ظمأُ الشفاه ما جاءت فضيلةُ: ((ولَخُلُوفُ فم الصائم)).
٨٥- المحبةُ حملٌ ثقيل، والآدمي حمَّالٌ ضعيف، وعقَبةُ المجاهدة كؤود، لكن نسيم الرجاء يُعللُ بالمُنى؛ فيزيد الضعيف قوة.
٨٦- تتوقد الدراري في ظلام الدجى معجبةً بحسن صورتها وضوئها، فإذا تلمَّحَتْ دَرَّ[22] دررِ الدمع في سماءِ الخدود، أقرَّتْ لها بالفضل.
٨٧- كنوز الذهب مودعة في ظلام الليل، فتتبع آثار الظلْمة لعلك تقع بكنز.
٨٨- يا صبيان التوبة، تلمَّحوا مشاعلَ السالكين يسهلْ عليكم قطع البادية.
٨٩- لما أيقن بلال عند الموت بقرب اللقاء صاحَ: وا طرباه، غدًا ألقى الأحبة، محمدًا وصحبه!
٩٠- من علم وَجْدَ المحبِّ عَذَر، ومن لم يعلم عَذَل.
يا لها من مواعظَ لو وجدت سامعًا، وجواهرَ لو رأت جامعًا، وسلع نصائح لا ترى لها مشتريًا ولا بائعًا.
[1] كعَّت: تعبت وضعفت.
[2] العظلم: الليل المظلم المشتد السواد.
[3] الجحاف: يقال: سيل جحاف؛ أي: جارف يذهب بكل شيء.
[4] العقنقل: الكثيب العظيم المتداخل الرملِ.
[5] بفيك الكثكث: من قبيل الدعاء على المخاطَب، ومعناها: أُلقمت في فمك الحجارة.
[6] كبس: كبس القومُ دارَه؛ أي: هجَموا عليه فجأة.
[7] حريم: أي ما حرم انتهاكه، وأيضًا ما يحميه الإنسان ويدافع عنه.
[8] تروق من: (رَاقَهُ) الشَّيْءُ: أَعْجَبَهُ
[9] تختل: تخدع.
[10] يُفهم منه أن أدنى منازل الجد من الطاعة أرفعُ وأسمى من أعلى منازل البطالة.
[11] تجاف: اتركْ.
[12] الأولى: أي اللذة، والثانية: أي الاعتصام.
[13] فت لفيك: أطعمك، فتك فيك: تكلَّم في حقك.
[14] كناية عن شدة الخطب والهول.
[15] درة عمر: عصاه، كناية عن الشدة.
[16] إياس بن معاوية: كان موصوفًا بالعقل والفطنة.
[17] يُروى عن الفُضيل بن عياض، ومثل هذا إنما يذكر من باب الإشارة؛ للموعظة والاعتبار، لا أنه كلام الله حقيقة، أو كلام رسوله، أو أنه حجة قائمة بنفسه.
[18] في المطبوع: طائر، ولعل الصواب ما أثبتناه.
[19] عدَت: تجاوزت.
[20] القتب: أي سَنام البعير.
[21] سفت: يسف الرمل؛ أي: يذروه.
[22] درَّ الدمع: أي كثُر وسال.